للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأعلام المشاهير دون اعتبار العلوّ. وولي خطّة الشّورى في حياة شيوخه، وزاحم الكبار بالحفظ والتّحصيل في صغره، ولم يكن في وقته بشرق الأندلس له نظير تفنّنا واستبحارا. وكان من الراسخين في العلم، وصدرا في المشاورين، قد برع في علم اللّسان والفقه والفتيا والقراءات. وأمّا عقد الشروط فإليه انتهت الرّياسة فيه (١)، وبه اقتدى من بعده. ولو عني بالتأليف لأربى على من سلف.

وكان كريم الخلق عظيم القدر سمحا جوادا. خطب بجامع بلنسية.

وامتحن بالولاة والقضاة [٢٦ ب] وكانوا يستعينون عليه ويجدون السّبيل إليه لفضل دعابة كانت فيه، مع غلبة السّلامة عليه في إعلانه وإسراره، وكثرة التّلاوة. أقرأ القرآن، وأسمع الحديث، ودرّس الفقه، وعلّم بالعربيّة. ورحل الناس إليه، وسمع منه جلّة، وطال عمره حتى أخذ عنه الآباء والأبناء. تلوت عليه بالسّبع، وهو أغزر من لقيت علما وأبعدهم صيتا.

ولد سنة ثلاثين وخمس مئة، وتوفّي في سادس شوّال سنة ثمان وستّ مئة، ورثي بمراث كثيرة.

قلت: قرأ عليه علم الدّين القاسم شيخ شيوخنا القراءات ب‍ «التّيسير».

٢٣٠ - محمد (٢) بن حسن بن محمد بن يوسف بن خلف الأنصاريّ،

أبو عبد الله ابن الحاجّ المالقيّ، ويعرف أيضا بابن صاحب الصّلاة.

سمع أبا عبد الله ابن الفخّار، وعبد الحقّ بن بونه وجماعة. وحجّ، فلقي في طريقه أبا محمد عبد الحقّ بن عبد الرّحمن الإشبيليّ نزيل بجاية، فسمع منه، وبالإسكندريّة من أبي عبد الله ابن الحضرميّ، وجماعة، وبمكة من أبي حفص الميانشيّ. وقفل إلى بلده. وحدّث، أخذ عنه أبو القاسم


(١) كتب الذهبي في حاشية النسخة ما نصه: «وصفه المؤلف بأضعاف ما هنا».
(٢) التكملة ٢/ ٩٩ (٢٦٦)، وترجمه ابن عبد الملك في الذيل ٦/ ١٦٦، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣/ ٢٢٣.

<<  <   >  >>