للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عنّي ألف ورقة. وانصرف إلى قرطبة بفوائد جمّة فسمعوا منه.

وكان من أهل العناية الكاملة بالرّواية، ثبتا، عارفا، موصوفا بالذّكاء والحفظ، متواضعا. وخرج من قرطبة في الفتنة بعد الأربعين، فنزل كورة إلش؛ من عمل مرسية [٨٣ أ] فولي خطابتها مدة. وكان الناس يقصدونه.

وحدّث عنه ابن بشكوال، وأعجب من ذا أنّ أبا الحسن رزين بن معاوية حدّث عنه ب‍ «سيرة» ابن إسحاق عن السّلفيّ. وحدّث عنه من شيوخنا أبو الخطاب بن واجب، وأبو عبد الله التّجيبيّ.

استشهد في خروجه من ألش مع عامة أهلها لمّا خافوا من الأمير سعد بن محمد، وكانوا قد خلعوا دعوته، وذلك في سنة سبع وستّين وخمس مئة وقد قارب الثمانين.

٦٦٩ - عليّ (١) بن أحمد بن أبي بكر الكنانيّ، أبو الحسن، ويعرف

بابن حنين (٢) الطّليطليّ ثم القرطبيّ، نزيل فاس.

سمع «الموطأ» من أبي عبد الله ابن الطّلاّع بقراءة أبيه أحمد، وسمع من أبي الحسن العبسيّ وأخذ عنه القراءات، وخازم بن محمد، وأبي القاسم بن مدير، وأبي الوليد بن خشرم، وأخذ عن أبي الحسن بن شفيع، وأبي عمران الإلبيريّ. وقرأ بجيّان على أبي عامر محمد بن حبيب. وحجّ سنة خمس مئة وبعدها مرّتين. ولقي أبا حامد الغزّاليّ وصحبه وسمع منه أكثر «الموطّأ» رواية يحيى بن بكير. ولقي رزين بن معاوية. وأقام ببيت المقدس يعلّم القرآن تسعة أشهر، ثم انصرف واستوطن مدينة فاس سنة ثلاث وخمس مئة أو نحوها.

وتصدّر للإقراء وحدّث وطال عمره. وروى عنه من شيوخنا: أبو القاسم بن


(١) التكملة ٣/ ٢١٠ (٥٢١)، وترجمه ابن عبد الملك في الذيل ٥/ ١٥٠، وابن الزبير في صلة الصلة ٤/الترجمة ٢٢٠، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢/ ٤١١، وابن القاضي في جذوة الاقتباس ٤٨٠.
(٢) كتب بحاشية النسخة: «عرف بابن حنين لكونه كان بفاس يقرئ بمسجد ابن حنين».

<<  <   >  >>