للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وغيره. وناظر على أبي الحسين ابن الطراوة في «كتاب سيبويه»، وسمع منه كثيرا من كتب اللّغة والآداب. وكفّ بصره وهو ابن سبع عشرة سنة.

وكان عالما بالقراءات واللّغات والغريب. تصدّر للإقراء والحديث والتدريس، فبعد صيته وجلّ قدره. وكان من أهل الرّواية والدّراية، وحمل الناس عنه.

وألّف «الرّوض الأنف» في شرح «السّيرة» لابن إسحاق، دلّ به على سعة حفظه ونهاية علمه، وذكر في آخره أنه استخرجه من نيّف على مئة وعشرين [٦٤ ب] ديوانا، وله كتاب «التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء الأعلام»، وكتاب «شرح آية الوصيّة»، و «شرح الجمل» ولم يتمّه.

واستدعي إلى مرّاكش ليسمع منه بها، فتوفّي هنالك في الخامس والعشرين من شعبان سنة إحدى وثمانين وخمس مئة، وولد سنة تسع وخمس مئة، وقيل: سنة سبع أو ثمان.

قلت (١): قال الزّكّيّ عبد العظيم المنذريّ في «وفياته» (٢): حدّثونا عنه، وهو: عبد الرّحمن ابن الخطيب أبي محمد ابن الخطيب أبي عمر أحمد.

وقال ابن خلّكان (٣): فتوح جدّهم هو الداخل إلى الأندلس، سمع منه أبو الخطّاب بن دحية وقال: كان ببلده يتسوّغ بالعفاف، ويتبلّغ بالكفاف، حتى نمى خبره إلى صاحب مرّاكش، وطلبه إليها وأحسن إليه وأقبل عليه، وأقام بها نحو ثلاثة أعوام. وسهيل: قريته، بالقرب من مالقة، سمّيت بالكوكب لأنه لا يرى في جميع الأندلس إلاّ من جبل مطلّ عليها.

٥٤٣ - عبد الرّحمن (٤) بن أيوب بن تمّام، أبو القاسم الأنصاريّ


(١) القول للذهبي، وما يأتي كله من زياداته.
(٢) التكملة، الورقة ٨ (من نسختي المصورة عن النسخة المحفوظة في خزانة صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني يرحمه الله).
(٣) وفيات الأعيان ٣/ ١٤٣ - ١٤٤.
(٤) التكملة ٣/ ٣٣ (٩٠)، وترجمه ابن الزبير في صلة الصلة ٣/الترجمة ٣٣٤، -

<<  <   >  >>