للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وولي خطابة المريّة. وتصدّر، وأخذ عنه ابنه عبد الصّمد، وأبو القاسم ابن حبيش، وروى عنه ابن بشكوال وأغفله. وكان زاهدا صوفيا مجاب الدعوة.

وخرج من المريّة في سنة إحدى وأربعين قبل تغلّب الرّوم لعنهم الله عليها بعام، ونزل وادي آش فتوفّي سنة خمس وأربعين وخمس مئة عن ثمان وسبعين سنة.

ابن فرتون، قال (١): ومن شيوخ عبد الرّحمن بن أبي رجاء اللّبّسيّ:

محمد بن المفرّج البطليوسيّ الذي أخذ عن مكيّ وأبي عمرو، ومن المشارقة عن ابن نفيس والأهوازيّ وأبي عليّ المالكي، يعني صاحب «الرّوضة»، والقنطري. وكان ظاهر الكرامات. قرأ عليه ولده عبد الصّمد ب‍ «التيسير».

٥٣٨ - [٦٣ ب] عبد الرّحمن (٢) بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن

خلف بن أبي ليلى الأنصاريّ، من ولد عبد الرّحمن بن أبي ليلى مقرئ

الكوفة، أبو بكر الغرناطيّ ثم المرسي.

سمع أباه أبا القاسم، وأبا عليّ الصّدفيّ ولازمه كثيرا، وهو أثبت الناس فيه، وكان قارئه للناس. وسمع من أبي محمد بن أبي جعفر، وأبي محمد بن عتّاب، سمع «صحيح البخاريّ». وحجّ سنة ثمان وعشرين، وسمع أبا المظفّر الشّيبانيّ وأخاه أبا القاسم عبد الرّحمن، وأبا عليّ ابن العرجاء، ورجع.

وكان عدلا خيّرا، ضابطا، موصوفا بالإتقان، متقلّلا، منقبضا عن الناس، بضاعته حمل الآثار، مع مشاركته في الأدب وغيره. وقد كتب لأبي إسحاق بن تاشفين، وامتحن معه لمّا نكب وأخذت كتبه وقد أراده أبو العباس ابن الخلاّل على القضاء فامتنع ولزم باديته بخارج مرسية، إلى أن رغب إليه بأخرة من عمره في الأخذ عنه، فقعد للإسماع فتنافسوا في الرّواية عنه، لكونه


(١) هذا من زيادات الذهبي، كتبه في حاشية النسخة.
(٢) التكملة ٣/ ٢٧ (٧٩)، وترجمه الضبي في بغية الملتمس (١٠٠٠)، وابن الأبار في معجم أصحاب الصدفي (٢٢٠)، وابن الزبير في صلة الصلة ٣/الترجمة ٣٢٣.

<<  <   >  >>