للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمد البطليوسيّ واختصّ به. وروى عن أبي بحر الأسديّ، وأبي عبد الله بن أبي الخير، وخليص بن عبد الله [٨٢ ب] ودخل قرطبة سنة ثلاث عشرة، فتفقّه بأبي الوليد بن رشد، وأبي عبد الله بن الحاجّ. وسمع من أبي محمد بن عتّاب، وأبي القاسم بن بقيّ، وأبي الحسن بن مغيث، وجماعة، وسمع أيضا من أبي عليّ الصّدفي. وأجاز له آخرون. وله برنامج حافل.

وتصدّر ببلنسية لإقراء القرآن والفقه والعربيّة والتّسميع، ونشر علمه.

وكان عالما متقنا، حافظا للفقه والتفاسير ومعاني الآثار والسّنن، متقدّما في علم اللّسان، فصيحا مفوّها، ورعا، فاضلا، معظّما عند الخاصّة والعامة، محبوبا بدماثة خلقه ولين جانبه. وولي خطّة الشّورى والخطابة ببلنسية دهرا، وانتهى إليه رياسة الإقراء والفتوى.

وصنّف كتاب «ريّ الظّمآن في تفسير القرآن» وهو عدّة مجلّدات، وكتاب «الإمعان في شرح مصنّف أبي عبد الرّحمن» النّسائي، بلغ فيه الغاية من الاحتفال والإكثار. وانتفع به الناس بجودة تعليمه وتفهيمه، وكثر الراحلون إليه. وأخبرنا عنه جماعة من شيوخنا. وهو خاتمة العلماء بشرق الأندلس.

توفّي في رمضان سنة سبع وستّين وخمس مئة عن بضع وسبعين سنة.

٦٦٨ - عليّ (١) بن محمد بن أحمد بن فيد الفارسيّ ثم القرطبيّ، أبو

الحسن.

روى عن أبي محمد بن عتّاب، وأبي الوليد بن طريف، وأبي بحر الأسديّ، وجماعة. وحجّ سنة ثلاثين، فسمع أبا بكر بن عشير الشّروانيّ، وأبا المظفّر الشّيبانيّ، وأبا عليّ ابن العرجاء، ولقي أيضا أبا سعيد حيدر بن يحيى، وسلطان بن إبراهيم المقدسيّ: شيخ من أصحاب القضاعي، والخطيب، وكريمة، وقد نيّف على الثمانين. وأكثر عن السّلفي. كان السّلفيّ يقول: كتب


(١) التكملة ٣/ ٢٠٨ (٥١٧)، وترجمه الضبي في بغية الملتمس (١٢٠٢)، وابن عبد الملك في الذيل ٥/ ٢٧٨، وابن الزبير في صلة الصلة ٤/الترجمة ٢١٨، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢/ ٣٧٧.

<<  <   >  >>