سنة، ثم تخلّص وصار إلى مرّاكش. وحدّث هناك؛ أخذ عنه أبو محمد وأبو سليمان ابنا حوط الله، وعقيل بن عطيّة، وأبو الخطّاب بن الجميّل وأخوه أبو عمرو.
توفّي بمرّاكش سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، وولد سنة أربع وخمس مئة.
٣٦٥ - مصعب (١) بن محمد بن مسعود بن عبد الله بن مسعود، أبو ذرّ
الخشنيّ، من أهل جيّان، ويقال له: ابن أبي ركب.
أخذ عن أبيه الأستاذ أبي بكر العربيّة واللّغة، وعن أبي بكر بن طاهر الخدب، وسمع منهما، ومن أبي الحسن بن حنين، وأبي عبد الله النّميريّ وجماعة. وأجاز [٤٣ ب] له السّلفيّ وغيره.
وكان رئيسا في صناعة العربيّة قائما عليها، درّسها حياته كلّها. ورحل الناس إليه فيها. وله تأليف في شرح غريب «السّيرة» لابن إسحاق. وكان يقول الشّعر. أخذ عنه جلّة من شيوخنا، وكان أبو محمد القرطبيّ ينكر سماعه من النّميريّ. وولي الخطبة بإشبيلية مدة ثم ولي قضاء جيّان. وفي الآخر سكن فاس وأقام بها يقرئ العربيّة ويسمّع، وبعد صيته.
وكان وقور المجلس، حسن السّمت والهدي، مهيبا، قد منع تلاميذه التّبسّط في السّؤالات وقصرهم على ما يلقي إليهم.
توفّي بفاس في شوّال سنة أربع وستّ مئة، وولد سنة خمس أو ثلاث وثلاثين وخمس مئة.
(١) التكملة ٢/ ١٨٨ (٤٩٣)، وترجمه ابن سعيد في المغرب ٢/ ٥٥، والرايات ١٠٣، والن الزبير في صلة الصلة ٣/الترجمة ٩٩، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣/ ١٠٤، وسير أعلام النبلاء ٢١/ ٤٧٧، والعبر ٥/ ١١، والسيوطي في بغية الوعاة ٢/ ٢٨٧، وابن القاضي في جذوة الاقتباس ١/ ٣٣٦، وابن العماد في الشذرات ٥/ ١٤، والمقري في نفح الطيب ٤/ ٩٠.