للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان صدرا في حفّاظ الحديث مقدّما في ذلك معروفا به، يسرد المتون والأسانيد، مع معرفة بالرّجال وذكر للغريب. سمع منه جلّة؛ وحدّث عنه ابنه.

سمعت أبا سليمان بن حوط الله يقول: إنه حفظ في شبيبته «السّنن» لأبي داود. وأمّا في مدة لقائي إياه فكان يذكر «صحيح مسلم» أو أكثره. وذكر أبو جعفر بن عميرة أنه كان يحفظ «صحيح مسلم». وكان موصوفا بالورع والفضل مسلّما له في جلالة القدر ومتانة العدالة.

واستدعي إلى حضرة السّلطان بمرّاكش ليسمع عليه بها، فتوفّي هنا لك في شعبان سنة تسعين وخمس مئة.

١٨٤ - [٢١ ب] محمد (١) بن عليّ بن خلف، أبو بكر التّجيبيّ

الكاتب، من أهل إشبيلية.

روى عن خاله أبي الرّبيع المقوقيّ، وأبي بكر بن الجدّ. وحجّ فسمع من السّلفيّ وجماعة. أخذ عنه أبو العبّاس النّباتيّ، وأبو مروان الباجيّ.

قلت (٢): جرت له محنة ولأبي الحسين ابن زرقون الفقيه، وعرضا على السّيف، لإقرائهما شيئا من فقه مالك حين حمل ابن عبد المؤمن الناس على فقه الظاهر؛ ساقه ابن الزّبير في ترجمته، وقال: كان متقدّما في الفقه مدرّسا عارفا، امتحن محنة أقعد فيها للقتل صبرا بعد السّجن والتثقيف على ما وشى به عدوّ من إقرائهما «الفروع» أيام المنصور. مات أبو بكر في حدود سنة ثلاث وتسعين عقيب ما جرى عليهما (٣).


(١) التكملة ٢/ ٧٧ (٢١١)، وترجمه ابن عبد الملك في الذيل ٦/ ٤٤٣، والمقري في نفح الطيب ٢/ ٥٧.
(٢) من هنا إلى آخر الترجمة من زيادات الذهبي.
(٣) نقل ابن الأبار عن ابن فرقد قوله: «توفي بعد المحنة الجارية عليه من السلطان عام ستة وتسعين وخمس مئة».

<<  <   >  >>