وفي الحديث الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال «إن الله عز وجل خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض, جاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك, والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك» رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه, والحاكم في مستدركه, والبيهقي في سننه, وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح, وصححه الحاكم ووافقه الذهبي في تلخيصه. وفي هذا الحديث رد على من قال بالنشوء والتطور والارتقاء في بني آدم.
وأما تأويل المصنف لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - إن الله تعالى «خلق آدم على صورته» بقوله أي صورة آدم التي خلقه عليها, فهو تأويل باطل مردود وهو من أقوال الجهمية, نص على ذلك الإمام أحمد رحمه الله تعالى في رواية أبي طالب عنه. قال أبو جعفر محمد بن علي الجرجاني المعروف بحمدان سألت أبا ثور عن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «إن الله خلق آدم على صورته» فقال على صورة آدم وكان هذا بعد ضرب أحمد بن حنبل والمحنة, فقلت لأبي طالب قل لأبي عبد الله, فقال لي أبو طالب قال لي أبو عبد الله: صح الأمر على أبي ثور, من قال إن الله خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي, وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه؟
وقال زكريا بن الفرج سألت عبد الوهاب - يعني الوراق - غير مرة عن أبي ثور فأخبرني أن أبا ثور جهمي, وذلك أنه قطع