للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاب يافع، وقد شهد دار العلم لشابور، والمجلس العلمي لأخيه الشريف المرتضى، فلم يشعر بحاجة إلى إنشاء مجلس جديد.

ولا يغيبنّ عن البال أن الرضيّ كان زوَّج بنت شابور، وكان مجلس الشريف المرتضى غاصًّا بالعلماء والفضلاء، وقد ذكرت في كتابي بعض طرائف مجلسه.

وقد ثبت بالمصادر الموثوق بها أن أبا العلاء كان يتردد إلى مجلس المرتضى، ولا نجد ذكر مجلس الرضي في الكتب التي بين أيدينا، وأظن أنه التبس عليه مجلس المرتضى، فكتب الرضي بدل المرتضى، كما جعله ابن تغري بردي.

٥ - يزعم (١) أن أبا أحمد عبد السلام البغدادي صديق أبي العلاء كان إمامًا في النحو والجغرافية، وأشار في الهامش إلى فهرس "معجم البلدان" الذي اعتمده.

لقد عنيت بجمع أخبار عبد السلام أكثر من أيّ عالم من علماء السير والتراجم. ولكني ما عرفت أنه اكتسب شهرة في الجغرافية، ولعل مرجليوث توهم ذلك، لمجرد أنه وجد ذكر عبد السلام في فهرس "معجم البلدان"، ولكن ماذا يقول عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن سيدنا عيسى وموسى عليهما السلام والأعشى وامرئ القيس الذين نجد أسماءهم في معجم البلدان، هل كان هؤلاء مشهورين في الجغرافية؟ والحقيقة أن "معجم البلدان" كتاب التاريخ والأدب والأنساب أولًا، ثم هو كتاب الجغرافية.

٦ - يقول (٢): إن أبا العلاء ركب السفينة إلى الموصل وهو عائد من بغداد، ثم ركب الإِبل ولا تعتمد هذه الدعوى على دليل، ويكذبها -أيضًا- ما قاله أبو العلاء وهو يودع أهل بغداد:

إذا أطّ نسع قلت الدوم كاربي ... أجدكم لم تفهموا طرب النسع

وأتى لنا من ماء دجلة نغبة ... على الخمس من بعد المفاوز والربع

وأغلب الظن أن أبا العلاء لم يجد سفينته حتى الآن، فكيف ركبها؟ ولو افترضنا اتخذ السفينة مركبًا له فأين تركها في الموصل، ومن احتفظ بها؟ ورسائل المعري، أيضًا -لا ترشدنا إلى نتيجة حتمية بهذا الصدد، فقد جاء فيها عن سفره


(١) م: ٢٤.
(٢) م: ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>