للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سجل فيها أسماء جميع العلماء الذين ساهموا في الدرس، وفيها اسم أخيه أبي منصور بن حمد ولكنه بدون لفظة "الخازن" أفلا يمكن إذًا أن يكون أبو غالب هو الخازن فحسب دون أبي منصور حسبما يوجد في هذه الرسائل وإنما قرن الخازن باسمه عن خطأ لاتحاد اسمه مع الذي سبقه، ولعل أبا عبد الله بن حمد الذي ورد ذكره في "غرس النعمة" هو أبو غالب هذا، وثمة مظاهر من لهجة أبي غالب تشير إلى أنه الأخ الكبير لأبي منصور بن حمد، إذًا يمكن أن تكون له كنيتان -أبو عبد الله بن حمد وأبو غالب- وبذلك يندفع ما اعترض عليه ياقوت من صغر سنه، لأننا علمنا فيما مضى أن الخازن الآخر مع أبي منصور صاحب أبي العلاء كان أبا غالب الأخ الصغير لابن أحمد، راجعوا (ج. ر. ا. س) / ١٠١٧، ١٠٧٥ سنة ١٩١٠، للوقوف على صور هذه الرسائل السماعية.

٨ - يقول (١): إن أبا العلاء أقام بمنطقة قديمة في بغداد تعرف بـ "سويقة ابن غالب".

يحمل هذا التصريح شيئًا كثيرًا من الغموض والإِبهام وقد زاد من غموضه ما كتبه في الحاشية، قد تناولنا سويقة بن غالب بالضبط والتصحيح فيما مضى، وحققنا أنه سويقة غالب، لا شك أنه أقام بـ"سويقة غالب" فور وصوله إلى بغداد، كما ورد فيما حكاه أبو الطيب (٢) ولكنه انتقل إلى مكتبة دار العلم لسابور التي تتصل بدار الكتب القديمة وتقع في "قطيعة الفقهاء" بكرخ في بغداد والدليل على ما نقول البيتان لمهيار الديلمي:

نزلنا في بني ساسان دورًا ... بها تسلى بيوتك في قضاعه

إذا ما الضيم رابك فاستجيزي ... ذرى سابور وانتجعي بقاعه

ومما يؤكد ما نقول الأبيات التالية لأبي العلاء نفسه وقد أنشدها في بغداد:

وغنت لنا في دار سابور قينة ... من الورق مطراب الأصائل ميهال

ويكتب إلى القاضي التنوخي بعد عودته منها:

أيام واصلتني ودًّا وتكرمةً ... وبالقطيعة داري تحفر النهر


(١) م ص ٢٢.
(٢) وفيات (١: ٢٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>