للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منفردة، مخافة أن يتصيد خاطرها كل غث وسمين، فهل يقدم مرغليوث رجلًا من أبناء قومه يحفظ من النثر ما يساوي مليون حديث؟

١١ - يدعي (١) أن الحكاية التي تفيد بأن أبا العلاء لما مرَّ "باللاذقية" وهو في طريقه إلى الشام، أثار في قلبه راهب مسيحي بعض شبهات حول الإسلام لم يستطع دفعها إلى آخر حياته، يمكن أن تكون هذه الحكاية صحيحة ولكن "الرهبان" ظلوا مطعونين في المنظور الإسلامي إلى حد يجعلنا محقين فيما نشك من صحة هذه الحكاية.

فكأنه يحاول أن يحول أمرًا مشاهدًا وواقعًا ملموسًا بصورة عادية أمرًا نظريًّا اعتمادًا على قوة الاستدلال والحجة والبرهان رغم أن هذه الحكاية رواها الذهبي، كما أن "للقفطي" مواطن أبي العلاء مآت من الأبيات وردت في "اللزوم" تشير إلى مدى ولع أبي العلاء بالأحبار والرهبان ومعرفته الزائدة عنهم، راجعوا كتابي "نظرة في النجوم من اللزوم" فليس الخطأ خطأ المنظور الإسلامي وإنما هو صدى أعمالكم وأشغالكم التي تزاولونها، فالخطأ خطؤُكم.

١٢ - (١) ١٣ - (٢) وقد ذكر مرغليوث في الرسالتين ٢٧ و ٢٨ أمورًا أصرف النظر عنها فإن في ذكرها والرد عليها إضاعة لوقت القراء.

١٤ - يزعم (٣) أن الانقطاع الذي يمتد إلى تسع وأربعين سنة (٤٠٠ - ٤٤٩) شغله أبو العلاء بلعب "الشطرنج والنرد" بجانب التدريس والتأليف.

يتضح من ذلك أن مرغليوث لم يعرف أبا العلاء بعد فإن الثعالبي ذكر هذه القصة في ملحق "يتيمة الدهر" النسخة الخطية بباريس وألفاظها كما يلي: كان حدثني أبو الحسن الدلقي المصيصي الشاعر وهو من لقيته قديمًا وحديثًا في مدة ثلاثين سنة قال: لقيت بمعرة النعمان عجبًا من العجاب رأيت أعمى شاعرًا ظريفًا يلعب بالشطرنج والنرد ويدخل في كل فن من الجد والهزل، إلخ. لعل مرغليوث لم يمعن


(١) م. ص ١٦.
(٢) م ص ٣٥، ١٧.
(٣) م، ص ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>