للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمرء ليس بخالدٍ ... والعيش أمر محتمل

كن حيث شئتَ من السهو ... لِ وفي البروج وفي القلل

يُدركْكَ موت في الزما ... نِ ولا يزيد في الأجل

لذّات دُنيا كلها ... سَمٌ مَشوبٌ بالعسل

العمر فانٍ فالنجا ... والموت آتٍ فالعجل

حتَّامَ تقليد الهوى ... وإلامَ تجديد الحِيَل

المبتلى بعلائق الـ ... ـدنيا حمارٌ في الوَحل

وهناك نادرة أخرى يعرف بها مدى القوة الأدبية وسرعة البديهة التي كان يمتاز بها الشيخ: قابل مرةً الأمير حبيب الله خان، وبالصدفة كان ذلك يوم العيد، فانشد الشيخ شعر المتنبي المشهور الذي ذكر فيه وجه الحبيب والعيد. وقد أحدثت هذه المناسبة بين اسم الأمير حبيب الله وموافقة يوم العيد نوعًا من اللطف والجمال انبسط به الأمير.

والآن أذكر هنا رأي في بعض الكتب الأدبية المشهورة:

أرى أنه يجب على الأديب أن يحفظ من كتب اللغة: "الغريب المصنف" (١) لابن سلَّام، و "إصلاح المنطق". [لابن السكيت].

ليس بين أيدينا كتاب جامع عثر مؤلفه على المصادر القديمة النادرة، وجمع فيه كل المواد اللازمة التي تتعلق بالمسائل النحوية والشعر والشعراء ضمن شرح أبيات الشواهد بعد البحث الطويل عنها في المصادر القديمة- إلا كتاب "خزانة الأدب"، فإن مؤلفه واسع المعرفة بشعر المتقدمين وكلام اللغويين، وكانت عنده ذخيرة نادرة للكتب، لا نجد لها مثيلًا عند الآخرين (٢)، وكان الزمان قد تقدم به عدة قرون، وكان حقه أن يُخلق في القرن الحادي والعشرين الميلادي.

أحسن كتب الحماسة: حماسة أبي تمام، إلا أن حماسة البحتري تفوقها في الترتيب والتبويب وخلوّهـ[ـما] من الفحش. أما نوادر الأشعار فيمتاز بها كتاب


(١) نشرة طه المختار العبيدي في جزءين بتونس سنة ١٩٩١.
(٢) صنع الميمني فهرسًا لمصادر خزانة الأدب بعنوان "اقليد الخزانة"، وهو مطبوع بلاهور ١٩٢٧ م.
وانظر في ص ٣٨ الفصل الذي تحدَّث فيه عن مصيبته في الإقليد (م. ي.).

<<  <  ج: ص:  >  >>