للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على القطعة الخطّية الموحودة ببعض بلاد الهند عاقاه عن الكتابة. وقد وردتني نسختي الآن. فهاك ما تحقق لديَّ والله أعلم:

لا ريب أن اسم الكتاب (ترويح الأرواح ومفتاح السرور والأفراح). و"مصباح" أراه سبق قلم أو تصحيفًا من ابن الفرات آو ممن أخذه وذلك لورود اسمه كذلك عند ابن النديم وياقوت. وقد ذكر الصديق صاحب الزهراء أنه كذلك في صورة النسخة الخطية أيضًا. قال ابن النديم وياقوت: هو كتاب كبير لم يصنف في فنه مثله اشتمالًا على فنون الهزل والمضاحك.

ومؤلّفه هو أحمد بن محمد بن علّويه أبو العباس جراب الدولة السِجْزِيّ (والشجري (١) تصحيف) قال ابن النديم (النسخة الخطية بالهند) من أهل الرَيّ وقيل من سِجزَ كان طنبوريًّا أحد الظرفاء الطُيّاب يلقَّب بالريح ويعرف بجراب الدولة قال ياقوت: لأنهم كانوا يفتخرون بالتسمية في الدولة وله ترويح الخ. ومثله ما جاء في أصل الكتاب (الزهراء ٤: ٥٦٢).

فقد تحقق مما سردناه أن الترويح لجراب الدولة على أنه رجل، وتبين سبب تلقيب نفسه بذلك. ولم أجد شيئًا يقوّي شبهة المحقق المذكور في أنه لقب لكتاب، والذي نقله عن ابن أبي أصيبعة فيه إضافة الكتاب إلى مؤلّفه كما تقول كتاب الله وكتاب سيبويه فمعناه كتاب المؤلف الذي يلقب جراب الدولة ليس أن كتاب جراب الدولة يكون معناه الكتاب الذي يلقَّب كذا. وجدير بالباحث أن يتأمل كلمة (قال) كيف يكون فاعله ضمير الكتاب أي كيف يقال قال الكتاب الفلاني، بل المعروف قال مؤلف الكتاب الفلاني.

وما نقله الصديق البحّاثة عن ختام الجزء الأول أرى بعد ما تحقق الأمر وبان جليّتُه أن صوابه (للملقَّب الخ) و (الملقَّب) تصحيف من الناسخ لما رأى أن الجراب أصلح بالكتاب من مؤلفه (٢) -ولم يكن يعرف ترجمته وأنه كان يُلقب كذلك.


(١) في نسخة التيمورية (كما جاء في الزهراء ٤: ٥٦٢).
(٢) لأن الجراب هو الوعاء وقال الجاحظ (الحيوان ١: ١٩ ومنه الغرولي ٢: ١٧٣): الكتاب وعاء مليء علمًا وظرف حشى ظرفًا. ومثله عند السهيلي ١: ٣.
والعبارة قالها عمر (رضه) في ابن مسعود: وعاء مُلئ علمًا (م. ي.).

<<  <  ج: ص:  >  >>