أستطع قراءة بعضها لمحو أصابها. وعليها ختم (اورنكَ زينب عالم كَير) أو بعض أمراء عهده، وثبت عليه خط إِلهي همذاني وتمام اسمه مير عماد الدين محمود وهو من آله آباد من نواحي همذان وهو عصري الشفائي المقدسي وصاحب التقي الأوحدي من شعراء الفرس الذين زاروا الهند ومات سنة ١٠٦٤ هـ.
وقد لقيت عَرَق القِرْبة وجهدًا جاهدًا في إصلاحها وردّها إلى أصلها. فقد وُفّقتُ في بعض الأماكن كما قد أخفقتُ في بعضها الآخر. وبعض هذه المخطوط مشكول شكلًا أكثره مغلوط وما كان يضرّه لو فقد الشكل والإِعجام بالمرَّة. هذا إلى ما أحدثته الأرضة من ثقوب وخروق حالت دون قراءتها كما هي، وإلى أن بعض الأوراق قُلبت فوُضعت في غير أماكنها من الأبواب التي هي منها. والنسخة كاملة على علاتها، غير أن المقطوعة التي رقمتُ رقم ٢٥ بطُرّتها قد خلت من عنوان، وهِي في أول الورقة، وهذا مما يوهم بوقوع خَرْم وسقوط ورقة أو أكثر دون جزم وبَتّ.
ونسختنا على ترتيب الأبواب الخمسة التي سردها الأستاذ الناشر في ص ٢٤٨ من طبعته سواءً.
وقصيدتاه الأوليان في الديوان في مدح صلاح الدين (منحرَفُ وأرسخُ) اللتان طُرّز بهما بابُ المديح قد خلت عنهما النسخ الثمان، وكلَّل بهما ابن نبهان وجهَ الديوان من صنعته. ولكن سائر المقطوعات ملحقة بآخر الأبواب الزائدة.
هذَا وقد أكملتُ العِراضَ فأثبتُّ بعض أخبار زادته نسختنا أو خالفت فيها بعض ما عند أخواتها، هذا إلى أنها تُخِلُّ ببعض ما أتينَ به وأثبتنَه.
وأما في طريقي التي سلكتها فإني اعتبرت بترتيب نسختنا الأوّل فالأوّل. وقد سهَّل عليَّ فهرسُ القوافي الملحقة بآخر الطبعة البحثَ عما فيها، إذ لم يكن لي عن ذلك مندوحةٌ. نظرًا الي أن مخطوطتنا تخلو عن فهرس يمكِّن من فحص باقي المطبوعة عما فيها. وهذا ظاهر. فعذري واضح فيما سلكته.
وها أنا ذا أنقل مقدمة النسخة بعد الحمد والصلاة:
(قال العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى أبو المحاسن محمد بن نصر الله بن عُنين تجاوز الله عن زلته، وألحقه بمن تغمده بجزيل رحمته وأصله من زرع قرية ببلد