للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَوْران وهو من بني غالب ووُلد بدمشق المحروسة يوم الاثنين تاسع شعبان سنة ٥٤٩ وتوفي يوم الاثنين أيضًا العشرين من ربيع الأول سنة ٦٣٠ بدمشق المحروسة. مما عُني بجمعه ... محمد بن المسيَّب بن نبهان التغلبي (١) الدمشقي ..... إحياءً لذكره ولما لمحه من بديع شعره الخ). وظاهر أن تاريخ وفاته ألحقه ابن نبهان بعده. وهو الذي أراده ابن خلكان بقوله (وقد جمع له بعض أهل دمشق ديوانًا صغيرًا لا يبلغ عُشر ما له من النظم). وكان مُغرَمًا به وبشعره يتردّد إليه ويحضر مجالسه ويسأله عما أشكل عليه منه أو اعتاص ويستوضحه عنه، ولما رآه ابن عنين حريصًا على ذلك أملى عليه بعض ما تبقى عنده من شعره في هذا الديوان الصغير.

كراتشي عبد العزيز الميمني

* * *

قال يمدح السلطان الملك الناصر صلاح الدين أبا المظفر يوسف بن أيوب رحمه الله وذلك بي سنة خمس وسبعين وخمس مائة، وأنشده إياها بالساحل:

ما للأمانيِّ عنك منحرَفُ ... ولا لها عن ذَراك منصرَفُ

أنصفتَ أهلَ الزمان كلَّهم ... منه ولولا نَداك ما انتصفوا

إني بإنعامك الذي امتلأتْ ... به مُناي الغَداةَ معترفُ

لذاك شكري الذي غَرِيتُ (٢) به ... دَأْبي فماضٍ منه ومؤتَنَفُ

ضاقت [عن] المدح والثناء على ... بعض الذي قد أتيتَه الصُحُفُ

يا طالبي العارفات دونكمُو ... ندَى مليك الزمانِ فاعترفوا

فما الخِضَمّ الطامي غواربُه ... ولولا الغيوثُ الهواطل النُطُفُ

عليكمو منه بابنِ مكرمة ... تُنْدَح أموالُه وتُغْتَرَفُ

ما دونها ذائدٌ وَلا حَرَس ... إلى حَراها الآمالُ تختَلِفُ

حراها: نواحيها

ما بين هذا الأنام كلّهم ... في نه أكرمُ (٣) الورى خلُف

يوسفُ مصرَ الذي ممالكُه ... جَنّةُ عَدْن فيها لنا غُرَفُ


(١) كذا جاء بالغين المعجمة ثلاث مرات أو أكثر. ولست أرى إهمالها إلّا تصحيفًا.
(٢) الأصل عريت به.
(٣) بعضه مأكول الأرضة.

<<  <  ج: ص:  >  >>