للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرات من القضاة والكتاب والولاة، منهم القاضي أبو مسلم وادع الذي عُيّن قاضيًا في معرة كفرطاب وحماة، ولد سنة ٤٣١ هـ كما ذكر العماد [الأصفهاني] في الخريدة (١) وياقوت في [معجم] الأدباء (٢)، ويقول ياقوت: إنه "كان كاتبًا بليغًا وشاعرًا فصيحًا" (٢). وفي ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي (٣): أنه توفي سنة ٤٨٩ هـ وكان استولى على المعرّة، وكان له همة مشهورة وطريقة في اليقظة مشكورة.

الأمر الذي يتطلب المزيد من البحث والتحقيق أن العماد وياقوتًا ذكرا نسبه كما يلي: "وادع بن عبد الله بن محمد بن عبد الله (والد أبي العلاء) ". ومعنى ذلك أنه حفيد أخي أبي العلاء أبي المجد محمد، ولعل العماد اعتمد في ذلك على قول القاضي أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد (أخي أبي العلاء)، فإنه كان من أقرب أصدقائه، وعندما اعتزل كتابة الدواوين بسبب شيخوخته واعتكف في البيت، قام العماد بأعماله نيابة عنه، ثم إن العماد قضى جزءًا من حياته في المعرَّة أيضًا. أما مصدر ياقوت فيبدو أنه كتاب "العدل في دفع الظلم والتحري على أبي العلاء المعري" للصاحب كمال الدين ابن العديم الحلبي (٤)، لأن ياقوتًا كان ذهب إلى بيته في الشام، وهو معترف بعلمه وفضله، وقد اعتمد عليه كثيرًا في ذكر كثير من أخبار أبي العلاء، ويقول الصفدي في نكت الهميان (٥) إن ابن العديم ذكر أنساب وأخبار المشاهير من أسرة سليمان في كتابه "العدل والتحري".

ولا نجرُؤ على تخطئة العماد وياقوت أو القاضي أبي اليسر وابن العديم، فإن صاحب البيت أدرى بما فيه، إلا أن قوة الشهادة التي وجدناها تجرُّنا إلى هذا المكروه، فلنتقدم ونحلّ المشكلتين معًا:

نجد في خاتمة "النقائض" عبارة لأحد القارئين في النسخة: "قرأته جميعه


(١) مخطوطة ليدن (هولندا).
(٢) ١/ ١٦٧ (طبعة مرجليوث).
(٣) ص ١٣٢.
(٤) الذي ألف تاريخًا كبيرًا لحلب، وهو المذكور في خاتمة مخطوطة كتاب "المجتنى" لابن دريد باسم "عمر بن أحمد بن أبي جرادة"، ولم يعرفه الدكتور كرينكو الذي حقق كتاب "المجتنى" ونشره برعاية النواب عماد الملك -محيي الآداب العربية- في حيدر آباد.
(٥) ص ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>