وليُعلم أن الجزئين الرابع والسابع من معجم الأدباء منحولان من وضع بعض ورّاقي عصرنا هذا كما يعرفه ويعترف به شُداة عصرنا فكيف بالقَرْعَى في سورية وغيرها. وقد كتب صديقنا الأستاذ راغب الطباخ في ذلك مقالةً في بعض أجزاء مجلة المجمع العلمي العربي وعندي في ذلك حقائق لا تنكر.
وأما وفاة المنقري فما عرفوا سَنَتَها، وكل ما أتوا به حَدْس ورَجْم بالغيب ليس إلَّا! ولكن مما لا يتطرَّق إِليه أدنى ريب أنه من رجال القرن الأول عُمّر إلى أن أدرك السفاح المتوفي سنة ١٣٦ هـ.
والصواب في اسم شرح القزويني ثمار الغُروس بالمعجمة يعني ما غُرس من الأشجار المثمرة وما للعروس وللثمار؟. وهو متأخر جدًّا. والشروح المثبتة تحت الأبيات في النسخ المعروفة أقدم وأجلّ وعليها المعوَّل.
وأما غَضُّ صاحبنا المرحوم السورتي منها على جاري عادته بأن القصيدة مولّدة وأن كل مولّد لا يساوي شيئًا فإنه كما ترى! "وذاك قضاء في القضاء مَذومُ". والدارجة وتقييد ما طرأ عليها من التغيُّرات بعد انتشار الإِسلام وفتوحِه إلى يومنا هذا أمرٌ طالما اهتمَّ له كبار اللغويين وعلماء اللسان أمثال الكسائي وابن السكيت والطالقاني وأبي بكر الزبيدي والجواليقي وابن برّيّ والخفاجي إلى غيرهم، وهو أمر لا يتأتى دون الوقوف على نشر العامّة ونظمهم. على أن هذه النونية لا نظير لها في صنعة من البديع سمَّاها قدامة (١) الترصيع، أبرّت فيه على شاعرَي هذيل: أبي صخر، وأبي المثلم. وقد صدق الأول "قد استرحت من حيث تعب الكرام".
٨ - وهذا أوان ما وعدنا به من الإِتيان بالمظان الخمس التي عرفته فذكرته ونوّهتْ به ومن حفظ حجة على من لم يحفظ:
(أ) أوّلهم ابن المعتز المقتول سنة ٢٩٦ هـ، ترجم له في طبقات الشعراء المحدثين (مختصره للمبارك المعروف بابن المستوفي الإِربلي نسخة الاسكوريال) وهاك نصّه وفصَّه:
(١) نقد الشعر ١٣، الصناعتان ٢٩٩، العمدة ٢/ ٢٢، وكَلِمتاهما في أشعار هذيل.