للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكى بعضهم (١) همزَ موسى إذا كان اسمًا. وزعم النحويون أن ذلك لمجاورة الواو الضمّةَ. لأن الواو (٢) إذا كانت مضمومة ضَمًّا لغير إعراب أو غير ما يشاكِلُ الإعرابَ جاز أن تُحَوَّلَ همزةً كما قالوا أُفَيتْ (٣) ووُفيتْ وَحمام وُرْق وأُرْق ووُشِّحَتْ وأُشَحتْ. قال الهذلي (٤):

أَبا مَعْقِل إن كنت أشّحتَ حُلّةً ... أبا معقلٍ فانظرُ لسهمك من تَرْمي

وقال حُميد بن ثَور الهِلاليّ (رض):

وما هاجَ هذا الشوقَ إلَّا حَمامةً ... دعت ساقَ حُرٍّ تَرحَةً وتَرَنُّمَا

ومن الأُرق حَمّاءُ العِلاطَين باكرت ... عسيبَ أشاءَ مَطلِعَ الشَّمس أسحمَا (٥)

وقد ذكر الفارسي هذا البيت مهموزًا (٦):

أَحَبُّ المُؤْقِدِينَ إليَّ مُؤْسَى ... وحَرْزةُ لو أضاءَ ليَ الوَقودُ

وعلى مجاورة الضمة جاز الهمز في سُوْق (٧) جمع ساق في قراءة من قرأ كذلك ويجوز أن يكون جُمع على فُعُل مثل أُسُد فيمن ضمّ السين ثم هُمزت الواو


(١) هو أبو علي الفسوي كما قال الرضيّ (٣٥٨ لاهور سنة ١٣١٥ هـ) أنَّه حكى همز المؤقدين ومؤسى في البيت الآتي وكما صرح أبو العلاء نفسه فيما بعد. وأرى النحاة لهجين بالهمزة فرووا الهمز في قول العجاج:
فخندف هامة هذا العالم.
وروى ابن السكيت في الألفاظ ٦٧٢ عن امرأة قيل لها ما أذهب أسنانك؟ قالت: أكل الحأر وشرب القأر بالهمز فيهما.
(٢) انظر شروح الشافية مبدأ بحث الإبدال وابن يعيش ص ١٣٥٩ والقلب لابن السكيت ٥٦ والنوادر للقالي ٢: ١٦٨ وغيرها.
(٣) في قوله عز من قائل: {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ} الآية (آل عمران، ٢٥).
(٤) هو معقل بن خويلد. أشعار الهذليين ق ١: ١٠٨. وروى شارحها اللغتين جميعًا. وأبو معقل هو عبد الله بن عتيبة. وروايتها فانظر بنبلك.
(٥) البيتان من كلمة له معروفة أورد جلها ابن السبكي في طبقات الشافعية ١: ١١١. وغيره وساق حر ذكر القماري تزعم العرب أن جميع الحمائم تبكيه وكان في الدهر الأول فهلك ويدعونه تارة الهديل. حماء العلاطين الحماء السوداء. والعلاطان والعلطان الرقمتان اللتان في أعناق القمارى. عسيب ورؤاية اللسان قضيب.
(٦) لجرير انظر ديوانه ١: ٥٨ وروايته لحب الوافدان .... وجعدة لو أضاءهما. وشرح شواهد المغني ٣٢٥ وموسى ابنه كحرزة الذي كان جرير يكنى به وجعدة ابنته.
(٧) في قوله عَزَّ وَجَلَّ: {بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} (ص، ٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>