للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختلاف اللغات والأزمنة ما بلغ علمَ واحد من الملائكة يَعُدّونه فيهم ليس بعالم.

[٦] فأُسبّح الله وأمجّده وأقول قد صارت لي بكما وسيلة فوسِّعا لي في الجَدَث إن شئتما بالثاء وإن شئتما بالفاء (١) فإن إحداهما تبدل من الأخرى كما قالوا مغاثيرُ ومغافيرُ وأفافيُّ وأثافيُّ وفُوم وثُوم. وكيف تقرآن رحمكما الله هذه الآية [البقرة ٦١]: {وَثُومِهَا وَعَدَسِهَا} بالثاء كما في مصحف عبد الله بن مسعود أم بالفاء كما في قراءة النَّاس. وما الذي تختاران في تفسير القوم (٢) أهو الحنطة كما قال أبو مِحْجَنٍ (٣).

قد كنتُ أحسَبني كأغنَى واجد ... قَدِمَ المدينةَ من زراعة فُوم

أم الثوم الذي له رائحة كريهة وإلى ذلك ذهب الفراء وجاء في الشعر الفصيح قال الفرزدق:

من كل أغبر كالراقود حُجْزَتُهُ ... إِذا تَعَشَّى عتيقَ التَمْرِ والفُوْم (٤)

[٧] فيقولان أو أحدُهما أنك لتهدم الحول (٥) وإنما يوسّع لك في ريمك عَمَلك. فأقول لهما ما أفصحكما! لقد كنتُ سمعت من الحياة الدنيا أن الرَيم القبر وسمعتُ قول الشَّاعر:

إذا مُتُّ فاعتادِي القبورَ فسلِّمي .... على الرَيم أُسقيتِ السحابَ الغواديا (٦)


(١) البحث موعب في كتاب القلب ٣٤ والنوادر ٢: ٣٦. وحكى الفراء المغافير والمغاثير وهو شيء ينضحه الشَّام والرمث والعشر كالعسل. وثومها في قراءة ابن مسعود ذكره ابن السكيت والقالي أَيضًا. ولكن الذي حكاه القالي عن اللحياني وابن السكيت عن بعض تميم الأثافي والأثاثي لا كما هنا.
(٢) وراجع الأقوال في معناه في اللسان.
(٣) أغفل البيت العسكري في ديوانه وهو مذكور في اللسان برواية واحد بالمهملة وما هنا أصلح. وورد في الروض الأنف ٤٥: ٢ معزوًا لأبي أحيحة بن الجلاح أو أبي محجن الثَّقَفيّ رضي الله عنه - بلفظ: قد كنت أغنى النَّاس شخصًا واحدًا.
(٤) في ديوانه (مصر):
من كل أقعس كالراقود حجزته ... مملوءة من عتيق التمر والثوم
ومثله في طبعة بوشر ص ١١.
(٥) كذا. وفي نسخة لمهدم الخ.
(٦) رواية غير أبي العلاء وسلمى، وعلى الرمس. ولكن في اللسان على الريم والبيت من قصيدة معروفة لمالك بن الريب سردها القالي ٣: ١٣٦ والبغدادي ١: ٣١٩ وقبل البيت:
فيا ليت شعري هل بكت أم مالك ... كما كنت لو عالوا نعيَّك باكيًا

<<  <  ج: ص:  >  >>