للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكيف تبنيان رحمكما الله من الرَيم مثل إبراهيم؟ أتَريان فيه رأي الخليل وسيبويه فلا تبنيان مثله من الأسماء العربية. أم تذهبان إلى ما قاله سعيد بن مَسْعَدة فتجيزان أن تَبنيا من العربيّ مثل الأعجميّ؟ فيقولان تُرْبًا لك! ولمن سَمّيتَ. أيُّ علم في وُلْد آدم؟ إنهم القوم الجاهلون.

وهل أتودّد (١) إلى مالكٍ خازنٍ النَّار فاقولَ رحمك الله أخبرني ما واحد الزَبانِيَة (٢)؛ فإن بني آدم فيه مختلفون: يقول بعضهم (٣) الزَبانية لا واحد لهم من لفظهم. وإنما يُجْرَونَ مُجرى السَواسية أي القوم المستوين في الشرّ قال (٤):

سَواسيةٌ سُوْدُ الوجوه كأنّما ... بطونُهم من كثرة الزاد أوْطُبُ

ومنهم من يقول واحد الزبانية زبْنِيَةٌ وقال آخرون واحدهم زِبْنى أو زبانيُّ (٥). فيُعبِّس لِما سمع وَيَكْفَهِرُّ. فأقول يَا مال! رحمك الله ما ترى في نون غسْلِينٍ وما [٩] حقيقة هذا اللفظ؟ أهو مصدر (٦) كما قال بعض النَّاس أم واحد أم جمع أُعربت نونه تشبيهًا بنون مِسْكين كما أثبتوا نون قُلِينَ وَسِنِينَ في الإِضافة وكما قال سُحيم بن وَثيل (٧):


(١) في نسخة أتردد.
(٢) في نسخة رحمك الله ما واحد الزبانية.
(٣) منهم الأخفش كما في التاج، وهو الصواب.
(٤) لم أجد البيت في مظانه الحاضرة. وأوجب جمع وطب اللبن.
(٥) كان في الأصل زبني أو زبني؟ وفي نسخة زبني أو زبني بفتح فسكون في الأولى وفتحتين في الثَّانية مع تشديد الياء. والزبنية نقله الأخفش والزجاج. والزبني بالكسر عن الكسائي كما في التاج وإن ثبت فيه الفتح يصح ما كان في الأصل أعني "زبني أو زبني" غير مشكول والزباني بتشديد الياء على ما هو الظاهر وضبطه في التاج كسكارى نقله في الصحاح عن الأخفش. وهناك قول آخر في مفرده أنَّه زابن عن الأخفش كما في الصحاح واللسان.
(٦) في نسخة هذا اللفظ هو مصدر.
(٧) من قصيدته الشهيرة انظرها في الأصمعيات ٧٤ والخزانة ١: ١٢٦ وحماسة البحتري ٢٥ وغيرها. ويدري يختل. ويروي إذا جاوزت والبيت من شواهد النحو. وأما إعراب الون فالقول فيه قول ابن مالك:
وبابه ومثل حين قد يرد ... ذا الباب وهو عند قوم مطرد
يريد إعراب النُّون بالتزام الياء في الحالات الثلاث وأنشدوا على إثبات النُّون في الإضافة:
دعاني من نجد فإن سنينه ... لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا

<<  <  ج: ص:  >  >>