للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من خط أبي منصور الثعالبي وقال أنهما وُجدتا في رحله لما قتل وعملهما بواسط (وهما هذه والعينيَّة الآتية). وفي نح وقال يهجوه (كافورًا) أيضًا وأنفذها من بغداد سنة ٣٥٤ هـ وهي ثلاثون بيتًا (ولم يذكرها. والموجود عندنا ٣٦ بيتًا) وفي نب وقال عند مسيره من بغداد يريد أرَّجان وكتب بها من هناك التي سيف الدولة ولم يُمْهِلها على أحد ووُجدت بواسطَ بعد خروجه فانتسخت وقيل إنها منحولة وقد تركنا كتْبَها هنا وأشباهًا مفردةً في جملة شعر ذُكر أنه له ولم يوجد في كثير من نسخ ديوانه وأولها: أفيقا البيت اهـ.

أفيقا خُمارُ الهمّ تَغصني (١) الخمرا ... وسُكري من الأيام جنبني السكرا

تَسُرّ خليليَّ المُدامةُ والذي ... بقلبي يأبى أن أسَر كما سُرّا

لبستُ صروفَ الدهر أخشن ملبس ... فَعَرّقنني نابَا ومَزّقنني ظُفْرا

وفي كل لحظ لي ومَسْمَعِ نغمة ... يلاحظني شَزْرا ويوْسِعني هُجْرا

سَدِكْتُ بصرف الدهر طفلا ويافعًا ... فأفنيتهُ عزمًا ولم يُفنني صبرا

أريد من الأيام ما لا يريده ... سِوايَ ولا يَجري بخاطره فِكرا

وأسألها ما استحق قضاءه ... وما أنا ممن رام حاجته قَسْرا (٢)

ولي كَبِدٌ (٣) من رأي همتها النوَى ... فتُرْكِبني من عزمها المركب الوَعْرا

تروق بني الدنيا عجائبُها -ولي ... فؤادٌ (٤) ببيض الهند- لا بيضها - مُغرى

[أخو هِمَمٍ رَحَّالةٌ لا تزال بي ... نَوَى تقطع البيداء أو أقطع العمرا]

ومن كان عزمي بين جنبيه حَثَّه ... وصيّر (٥) طولَ الأرض في عينه شبرا

صَحِبتُ ملوك الأرض مغتبِطًا بهم ... وفارقتُهم ملآنَ من حَنق (٦) صدرا

ولما رأيت العبد للحُر مالكا ... أبَيتُ إباء الحُر مُسْترزِقا حُرا

ومصرٌ لعمري أهلُ كل عجيبة ... ولا مثلَ ذا المخصيٌ أُعجوبةً نُكْرا


(١) ويروى بغضن.
(٢) ويروى بسرا أي عبوسًا.
(٣) عند البديعي همة.
(٤) فؤادي مُغْرى ببيض الهند لا بيض نسائها.
(٥) ويروى خيل.
(٦) ويروى شنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>