للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد اتصل الجِيد من ظهرها ... بمثل السنام بلا غارب

ملمَّعةٍ مثل ما لُمعتْ ... بِحنّاء وشْيء يد الكاعب

كأنَّ الجواري كنَّفنها ... لخالخ من كل ما جانب

(١٥)

وقال في الشيب (١):

وإن لم تَعجَبي ببياض شعرْ ... فلا تستغرِبي بَلَقَ الغراب

تَعافِين المشيب وليس هذا ... ولكن هذه شِيَة الشباب

(١٦)

وقال في القناعة (٢):

يُعْطَى الفتى فينال في دَعةٍ ... ما لم ينلْ بالكدّ والتعب

فاطلب لنفسك فضل راحتها ... إذ ليست الأشياء بالطلب

إن كان لا رِزْقٌ بلا سبب ... فرجاء ربّك أعظم السبب

(١٧)

وقال في الشيب (٣):

أراك للشَيْب ذا اكتئاب ... فأين تمضِي عن الصواب

إن كنت تَرْعَى الوفاءَ حقًّا ... فالشيب أوفَى من الشباب

(١٨)

وقال في استهلال الهلال (٤):

لاح لي حاجبُ الهلال عشيًّا ... فتمنيت أنني من سحاب


(١) الشريشي ٢: ١٨ والبساط ٧٦ - قال الشريشي أخذه ابن رشيق من قول البحتري يعتذر من الشيب:
عيرتني بالشيب وهي رمته ... في عذاري بالصد والاجتناب
لا تريه عارًا فما هو بالشيـ ... ـب ولكنه جلاء الشباب
وبياض البازي أصدق حسنًا ... إن تأملت من سواد الغراب
(٢) الشريشي ١: ١٠٣ والبساط ٦٦.
(٣) الشريشي ٢: ١٨ والبساط ٧٦.
(٤) الشريشي ٢: ١٧٩ والبساط ٧١ - قوله لعدو وهو هلال رمضان وقوله لما قلت كذا ولعل صوابه كما.

<<  <  ج: ص:  >  >>