للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحاء

(٣٢)

وقال (١) يصف الثريّا:

يا حبّذا من بنات الشمس سائلة ... على جوانبها تهفو المصابيحُ

كأنّها رَبْوةٌ سمعاء كَلَّلها ... نَوْرُ البَهار وقد هَبّت لها ريح

(٣٣)

قال ابن شَرَف (٢) استخلانا المعزّ يومًا وقال أريد أن تصنعا شِعرًا تمدحان به الشَعَرَ الرقيق الخفيف الذي يكون على سوق بعض النساء فإني أستحسنه وقد عاب بعض الضرائر بعضًا به وكلهنِ قارئات كاتبات فأحب أن أرِيَهن هذا وأدّعى أنه قديم لأحتج به على من عابه وأسُرَّ مَنْ عِيبَ عليه. فانفرد كل منا (من ابن شرف وابن رشيق) وصنع في الوقت، فكان الَّذي (٣) قلتُ "وبلقيسةٍ" الأربعة الأبيات، وكان الذي قال ابن رشيق:

يعيبون بلقيسية أن رأوا بها ... كما قد رأى من تلك من نصب الصرْحا

وقد زادها التزغيبُ مِلْحًا كمثل ما ... يزيد خُدودَ الغِيد تزغيبُها مِلْحًا

فانتقد المعز على ابن رشيق قوله يعيبون وقال: قد أوجدتَ لخصمها حجَّةً بأنَّ بعض الناس عابه. وهذا نقد ما فَطِنتُ له.


(١) البساط ٦٥ - وسمعاء لم أهتد لوجه صوابه ولا عثرت على البيتين في موضع آخر- و "سائلة" كذا وانظر هل هي سائرة.
(٢) في كتابه أبكار الأفكار على ما في بدائع البدائه ١: ٢٢٨ والبساط ٤٩.
(٣) انظر أبياته في باب الحاء من شعره.

<<  <  ج: ص:  >  >>