للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولولا شَقائي لم أغِبْ عنك ساعةً ... ولا رامَ صرفي عن جنابك صارف

ولكنني أخطات رُشدي فلم أصِبْ ... وقد يُخطيء الرُشْدَ الفتى وهو عارف

(٨٤)

وأنشد (١) لنفسه في كتاب فسح اللمح:

المرء في فسحة كما علموا ... حتى يرى شعره وتأليفه

فواحد منهما صفحتَ له ... عنه وجازت له زخاريفه

وآخر تجري؟ منه في غَرَر ... إن لم يوافق رضاك تثقيفه

وقد بعثنا كيسَين ملؤهما ... نقد امرئ حاذق وتزييفه

فانظر وما زلت أهل معرفة ... يا من لنا علمه ومعروفه

(٨٥)

وقال (٢) في نفسه -وكان أحول- وفي الطوسي الأعمى الشاعر وفي محمد بن شرف الأعور:

لا بد في العور من تيه ومن صلف ... لأنهم يبصرون الناس أنصافا

وكل أحول يلفى ذا مكارمة ... لأنهم ينظرون الناس أضعافا

والعمْى أولى بحال العور لو عَرَفوا ... على القياس ولكن خاف من خافا

(٨٦)

وأنشد (٣) لنفسه في الأنموذج:

قالوا رأينا فراتًا ليس يوجعه ... ما يوجع الناس من هجر إذا قذفا


(١) معجم الأدباء ٣: ٧٣.
(٢) الغيث ٢: ٢٢٥. وقال آخر في المعنى:
شمس الضحى يغشى العيون ضياؤها ... إلا إذا رمقت بعين واحدة
فلذاك تاه العور واحتقروا الورى ... فاعرف فضيلتهم وخذها فائدة
نقصان جارحة أعانت أختها ... فكأنما قويت بعين زائدة
ومن أبيات لأبي عثمان الخالدي:
وربما ابتهج الأعمى بحالته ... لأنه قد نجا من طيرة العور
(٣) معجم الأدباء ٣: ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>