للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضيّقًا كان فيه ثم صنع في صفته فقال (١):

ومنزلٍ قبّحَ من منزل ... النتن والظلمة والضيق

كأنني في وسطه فَيشة ... ألوطه والعَرَق الريق

وكان ابن شرف أعور أصلع فقال ابن رشيق يُداعِبه على طريق الإجازة:

وأنت أيضًا أعور أصلع ... فوافَقَ التشبيهَ تحقيق

(٩٢)

وقال (٢):

بكؤوس حكين من شفّ قلبي ... شفَةً لم تُذَق وثغرًا وريقا

(٩٣)

وقال (٣):

أراك اتهمْتَ أخاكَ الثقَهْ ... وعندك مقْتّ وعندي مقَهْ

وأثني عليكَ وقد سُؤْتني ... كما طيّبَ العودُ مَنْ أحرَقه

(٩٤)

وقال يرثي أبا إسحاق إبراهيم بن حسن المعافري التونسيّ (٤):


(١) البدائع ١: ١١٤ وهكذا كله لفظه ثم قال ولو قال ابن شرف كأنني في وسطه فيشة في فقحة لكان أوضح في تشبيه المنزل اهـ. فيا لله! ألبس فيهم رجل رشيد وقد صدق ابن القيم.
فإن لم تكونوا قوم لوط حقيقة ... فما قوم لوط منكم ببعيد
وإنهم في الخسف ينتظرونكم ... على مورد من جهلكم وصديد
قوله منزلًا هو الحمام على ما في الغيث ٢: ٢٢٥ وأول البيت هناك: كأنما حمامنا فقحة- فإذا لا يحتاج الغيث في الإصلاح إلى هذا الثالث المعزز به وليس بدونهم وأيضًا هناك ألوطها بدل ألوطه وهو الصواب ولكن الصحيح أن كلاهما خطأ جلل، وزلل وخطأ. أعاذنا الله.
(٢) العمدة ١: ١٩٩ قال وقال (صاحب الكتاب) على جهة التفسير وأنشد البيت ثم قال يريد حافة (؟ ولعله حالة) والكاس والحباب والخمر.
(٣) قوله هذا وقوله (في الناس. . . بأضرار) البيتين هما مأخوذان من قول أبي تمام:
لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف فضل طيب العود
البساط ٨٥.
(٤) معالم الإيمان ٣: ٢٢٣ - وتوفي أبو إسحاق هذا سنة ٤٤٣ هـ. وحضر جنازته المعز بن باديس في جمع عظيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>