للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا من يَمُرّ ولا تمـ ... ـرّ به القلوب من الفَرَقْ

بِعمامة من خَدّه ... أو خَدُّه منها اسْتَرَقْ

فكأنّه وكأنّها ... قمرٌ تَعَمَّمَ بالشفَقْ

فإِذا بدا وإذا انثنى ... وإذا شدا وإذا نطق

شغل الخواطر والجوا ... نح والمسامعَ والحَدَقْ

(٩٧)

وقال (١):

اختر لنفسك من تُعا ... دِي كاختيارك من تُصادِقْ

إنّ العدوّ أخو الصديـ ... ـق وإن تخالفت الطرائقْ

(٩٨)

وقال (٢) -: وكتب به إلى بعض الرؤساء-:


= فألفيته جالسًا على دكان كانت هناك مبنية لهذا الشأن فسلمت عليه وجلست إليه مستأنسًا به فجرى أثناء ما تناشدناه ذكر قول ابن رشيق "يا من" الخمسة الأبيات فقلت -وقد أعجب بها جدًّا وأثنى عليها كثيرًا- أحسن ما في القطعة سياقة الأعداد وإلا فأنت تراه قد استرسل فلم يقابل بين ألفاظ البيت الأخير والبيت الذي قبله فينزل بإزاء كل واحدة منها ما يلائمها وهل ينزل بإزاء قوله وإذا نطق قوله شغل. . الحدق. وكأنه نازعني القول في هذا غاية الجهد فقلت بديها:
ومهفهف طاوي الحشا ... خنث المعاطف والنظر
ملأ العيون بصورة ... تليت محاسنها سور
فإذا رنا وإذا مشى ... وإذا شدا وإذا سفر
فضح الغزالة والنعا ... مة والحمامة والقمر
فجن بها استحسانا اهـ نفح الطيب مصر ٢: ٢٠٤ وليدن ٢: ٢١٦ و ٢١٧ والبدائع ٢: ١٤٦ وفيه باب الشمارين وإذا انطلق في الموضعين والجوارح موضع الجوانح و"في أن هذا غاية الجهل" موضع "في هذا غاية الجهد" والنعامة بدل والغمامة- والأبيات فقط بدون الرابع في الشريشي ٢: ٢٢ والخمسة بتمامها فقط في البساط ٦٩ - وفي هذين من الحرق. وسرق والجوانح- وأما صاحب البدائع فقال بعد سرد الحكاية بطولها "قال علي بن ظافر والقطعة الأولى ليست لابن رشيق بل هي لأبي الحسين بن علي بن بشر الكاتب أحد شعراء اليتيمة".
(١) الشريشي ١: ١٩٣ والبساط ٦٧.
(٢) المعاهد ١: ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>