للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتجمّعت فيها الفضائل كلّها ... وغدتْ محلّ الأمن والايمان

نظرت لها الأيام نظرةَ كاشحٍ ... ترنو (١) بنظرة كاشح مِعْيان

حتى إذا الأقدارُ حُمَّ وقوعُها ... ودنا القضاءُ لمدّةٍ وأوان

أهدت لها فِتنا كليل مُظلم ... وأرادها كالناطح العَيدَان

بمصائبٍ من فادع وأشائب (٢) ... ممّن تجمَّعَ من بني دُهْمان

فتكوا بأمة أحمد أتراهم ... أمِنوا عقابَ الله في رمضان

نقضوا العهودَ المبرَمات وأخفروا ... ذِمَمَ الإله ولم يَفُوا بضمان

فاستحسنوا غَدْرَ الجوارِ وآثروا ... سبيَ الحريم وكشْفةَ النسوان

سامُوهمُ سوءَ العذاب وأظهروا ... متعسّفين كوامنَ الأضعان

والمسلمون مقسَّمون تنالهم ... أيدي العُصاة بذلّة وهَوان

ما بين مضطرّ وبين معذَّبٍ ... ومقتَّلٍ ظلمًا وآخَرَ عان

يستصرخون فلا يُغاثُ صريخُهم ... حتى إذا سَئِموا من الإِرنان (٣)

بادوا (٤) نفوسهم فلما أنفذوا ... ما جمَّعوا من صامت وصُوان

واستخلصوا من جوهر ومَلابس ... وطرائفٍ وذخائرٍ وأوانٍ

خرجوا حُفاةً عائذين بربهم ... من خوفهم ومصائب الألوان

هربوا بكلّ وليدة وفطيمةٍ ... وبكلّ أرملة وكلّ حَصان

وبكلَ بكْر كالمَهاة عزيزة (٥) ... تَسبي العقولَ بطرفها الفَتّان

خَوْدٍ مبتَّلةِ الوشاح كأنها ... قمر يلوح على قضيب البان

والمسجدُ المعمور جامعُ عُقْبة ... خَرِبُ المعاطن مُظْلم الأركان

قَفْر فما تغشاه (٦) بعدُ جماعةٌ ... لصلاة خمس لا ولا لِأذان

بيت به عبدَ الآله وبُطلتْ (٧) ... بعد الغُلوّ عبادةُ الأوثان


(١) وفي المعالم ترموا (كذا)
(٢) وفي الكتابين أشالب وهو تصحيف- وفادع كذا؟
(٣) وفي البساط الأزمان وهو لحن منه.
(٤) كذا؟
(٥) لعله غريرة.
(٦) كذا؟
(٧) لعل صوابه بدلت وفيه أيضًا تجوز.

<<  <  ج: ص:  >  >>