للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأن لم تكن أيّامنا فيك طَلْقَةً ... وأوْجُهُ أيام السرور سوافر

كأن لم يكن كلٌّ ولا كان بعضه ... به قد مَضى عَصْر وتمضي العصائر

(١٨)

وقال (١):

إحْذَرْ محاسنَ أوجهٍ فَقدتْ محا ... سِنَ أنفُس ولو أنها أقمار

سُرُجٌ تلوح إذا نظرتَ فإنها ... نور يضيء وإن مَسِسْتَ فنار

(١٩)

وقال (٢) يذكر جلاء أهل القيروان وابتذالهم بعد الصون:

بعد خطوب خُطبت مهجتي ... وكانَ وشكُ البين إمهارَها

ذا (٣) كبدٌ أفلاذها حولها ... وقسمت الغُرْبَةَ أعشارَها

أطفالُها ما سمعت بالفلا ... قطُّ فعادتِ الفلا دارها

ولا رأت أبصارُها شاطئًا ... ثم جَلَتْ باللجّ أبصارَها

وكانت الأستارُ آفاقها (٤) ... فعادت الآفاقُ أسْتارَها

ولم تكن تعلو سريرًا علا ... إلا إذا وافقَ مِقْدارها (٥)

ثم علت فوق عشور (٦) الخطا ... ترْمي به في الأرض أحجارها

ولم تكن تلحظها مُقْلةٌ ... لو كَحلتْ بالشمس أشفارها

فأصبحت لا تَتّقي لحظةً ... إلَّا بأن نجْمَع أطمارها


(١) فوات الوفيات ٢: ٢٠٥، م المقامة- ومعنى البيت الأول من قول أبي الطيب:
وما الحسن في وجه الفتى شرفًا له ... ولكنه في فعله والخلائق
(٢) المعالم ١: ١٣ و ١٤ م المقامة.
(٣) كذا وهو مصحف فإن كلا من مهجة وكبد مؤنث فلعل الصواب ذي -وقسمت أيضًا مصحف ولعل صوابه قسم- اللهم إلا أن يسكن الوسط ويقرأ وقسمت.
(٤) قد أحسن في هذا القلب ورمي هدف الإجادة.
(٥) يريد كانت السرر أعدت على مقادير جسومها وكان لكل أحد سرير مختص به.
(٦) كذا وصوابه عثور الخطأ بالعين والثاء المثلثة -وبه الضمير يرجع على العثور- وترمي على زنة المجهول.

<<  <  ج: ص:  >  >>