للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى بلغ إلى قوله:

كان القضاء إراثةً فرددْته ... شورى ففاز بحقه المردود

يا فضلها من سيرة عُمَريّة ... هي للعباد رضًى وللمعبود

(١٦)

وقال (١) ومرّ خبره:

هل لك في موز إذا ... ذقناه قلنا حبذا

فيه شراب وغِذا ... يُريك كالماء القذى

لو مات من تَلذَّذا ... به لقيل ذا بِذا

(١٧)

وقال (٢) يصف خلاء القيروان وتهتك أستارها:

ألا منزل فيه أنيس مخالط ... ألا منزل فيه أنيس مُجاور

تُرى سيّآت القيروان تعاظمت ... فجلت عن الغفران والله غافر

تراها أصيبت بالكبائر وحدها ... ألم تك قدمًا في البلاد الكبائر

ترحل عنها قاطنوها فلا ترى ... سوى سائر أو قاطن وهو سائر

تكشفت الأستار عنهم وربما ... أقيمت ستورا (٣) دونهم وستائر

إذا جاذبت أستارها (٤) تبتغي لها ... لأقدامها سترا تبدت غدائر

تبدت على فرش الحصى ستارها (٥) ... دوارس أسمال عليها حقائر

فيا ليت شعرى القيروان مواطني ... أعائدة فيها الليالي القصائر

ويا روحَتي بالقيروان وبُكرتي ... أراجعة روحاتُنا والبواكرُ


(١) البدائع ١: ٢٢٧، البساط ٥٤، م المقامة- وتراجع الخبر في الذال من شعر ابن رشيق.
(٢) معالم الإيمان ١: ١٥، أيضًا ٣: ٢٤٠ الثاني والثالث والخامس فقط المعجب للمراكشي ليون ص ٢٦٠ الثاني والثالث فقط. وستأتي له أبيات رائية وأخرى لامية في المعنى وانظر ما قال ابن فضال الحلواني ١: ١٤، وأبو القاسم الفزاري: ١٩، وابن عبد الغني الفهري ١: ٢١ في المعالم.
(٣) هذا لفظ المعالم في الجزء الثالث وفي الأول ستورا عنهم (؟).
(٤) وفي الأصل اتبتغي وهو تصحيف.
(٥) كذا والظاهر وستارها.

<<  <  ج: ص:  >  >>