للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٣٩)

وقال شرف الدين القيرواني (كذا في الغيث ١: ٦٩ وهو خطأ إن شاء الله):

وصيّر الأرض دارًا والورى رجلًا ... حتى ترى مقبلًا في الناس مقبولًا

(٤٠)

وقال (١) وهي قصيدة فريدة يمدح الكاتب ابن أبي الرجال:

رَسْمُ الشَّجيِّ البكا في الرُّسْم والطلل ... والدمع حِيلَةُ أهلِ الفَقْدِ للحِيَلِ


= من عاش أخلقت الأيام جدته ... وخانهُ ثقتاه السمع والبصر
وانظر هل البيت مع السابقة من كلمة؟
(١) ألف با لابن الشيخ ١: ٤٩٨ إلا أن فيه في البيت ٩ يثني بالثاء وهو تصحيف والصواب ما كتبنا وهو من الشنآن. وفي الشريشي ٢: ١٣٧ من البيت ٥ إلى الآخر وفيه في البيت ٨ تميز في: وفي تأهيل الغريب ٢: ١٩٦ البيتان ٥ و ١٠ وكذا في المعاهد ١: ٢٣٣. وفي الفوات ٢: ٢٠٥ الثلاثة ٥، ٧ و ١٠. وفي الغيث ٢: ١٧٧ البيت ٤. وفي حسن التوسل ٩١ البيت ١٠. م المقامة من ٥ إلى الآخر كالشريشي. قال ابن الشيخ ما ملخصه: تقدم قول النعمان أردت أن تذيمه فمدحته مثل هذا قول الشاعر:
إن الذي تكرهون مني ... ذاك الذي يشتهيه قلبي
وكما قال ابن شرف وربما عابه البيت وهو من قصيدة من أحسن ما قال رحمه الله وفيها بيت عجيب وهو الذي أخبرتك عنه في أول الكتاب أن القاضي أبا الفضل عياضًا رحمه الله استشهد به في بعض تآليفه في ضرب من البلاغة ولعمر الله أنه لغريب وهو "سل عنه" البيت- فانظر كيف بنى هذا البيت على ثلاثة ألفاظ وهي سل وانطق وانظر ثم أتى في الجواب ثلاثة ألفاظ تقابل كل لفظ مقابلتها على التوالي بلا تقديم ولا تأخير (يريد صنعة اللف والنشر المرتب) ويكفي ابن شرف من الشرف أن استشهد به القاضي أبو الفضل وتلك غاية الفضل -وقد رأيت أن أثبت لك هنا من القصيدة ما أحفظه فإنها من غرر القصائد، وحسنها للألباب صائد- وقال بعد إنشاد البيت ٤ وهذا البيت أيضًا غرة في المعنى وذلك أن السبل داء (غشاوة رقيقة تبدو معها عروق حمر) ويكسب العين ملاحة وجمالًا يقول فلا تغترر بحسن صبري فإنه يؤدي آخرًا إلى الهلاك اهـ. قوله حاز العليين مثل هذه التثنية مع اختلاف معنى المفردين قول الحريري:
جاد بالعين أعمى هواه ... عينه فانثنى بلا عينين
وهما الذهب والجارحة، ولبعض المتأخرين:
فكيف أصبر عنها اليوم إذ جمعت ... طيب الهواءين مقصور وممدود
وهذا كله من كلام المتأخرين ومن كلام العرب قول النابغة (الجعدي):
وقد أبقت صروف الدهر مني ... كما أبقت من السيف اليماني
يصمم وهو مأثور جراز ... إذا جمعت بقائمه اليدان
(صححنا البيت الثاني وكان مصحفًا) فسره أبو عبيد البكري وغيره بأنه أراد الجارحة والأيد الذي =

<<  <  ج: ص:  >  >>