للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفْنَى دموعي وجسمي طُولُ هجركُم ... حتى جرتْ دمعتي طَلًّا على طَلَل

أبكِي فلا جَسَدي أبْقَى ولا جَلَدِي ... ما لو أصيبَ به جسمُ البِلَى لبَلى

وحُسْنُ صبْرِي فلا يَغْرُرْكَ عن ضَرَرٍ ... مثلُ المَلاحة في أجفان ذي السَبلَ

ومنها في غرض المديح:

جاوِرْ عليًّا ولا تحْفِلْ بحادثة ... إذا ادَّرعتَ فلا تَسألْ عن الأسلَ

اسم حكاه المسَمَّى في الفَعال فقد ... حاز العَليَّينِ من قول ومن عمل

فالسيّد الماجد الحُرُّ الكريم له ... كالنعت والعطف والتوكيد والبدل

زان العُلَى وسواه شانها، وكذا ... للشمس حالان في الميزان والحَمل

ورُبّما عابَه ما يَفْخَرُوْنَ به ... يُشنَا من الخَصْرِ ما يُهْوَى من الكَفَل

سَلْ عنه وانطِقْ به وانظُرْ إليه تجِدْ ... مِلْءَ المَسامعِ والأفواهِ والمُقَل

وهذا الأخير بيت القصيدة وغرَّة شادخة في وجهها وان كان كلّها غُرَرًا ظاهرة ودُررًا باهرة، بنورها زاهرة.

(٤١)

وقال (١) يندُبُ القيروان ويتلهَّف على عهده بها:

يا قيروان وددت أني طائر ... فأراكِ رؤية باحث متأمِّل

يا لو شهدتك إذْ رأيتك في الكرى ... كيف ارتجاع صِبايَ بعد تكهل

وإذا تجدَّدَ لي أخ ومُنادِمٌ ... جدَّدتُ ذكر أخ خليل أوَّل

لا كثرة الإحسان تنسي حسرتي ... هيهات تذهب علتي بتعلل

[لو كنت أعلم أن آخر عهدهم ... يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل]


= هو القوة فجمع (يريد ثنى) على الأخف (كالعُمرين) اهـ ملخصًا من الشريشي وأكثره كان محرفًا فأصلحناه- وأما قول البكري هذا فإنه شاذ لا يقاس عليه ومع هذا لا حاجة إليه أيضًا فإن الضرب باليدين (الجارحتين) يدل على بطش الضارب وتمكنه من الضريبة -أو يكون المعنى أنه أعسر يسر تارة يضرب باليمنى وأخرى باليسرى فالمعنى إحدى اليدين- فالحق أن المتأخرين اخترعوا هذه التثنية.
(١) معالم الإيمان ٣: ٢٤٠، م المقامة- وفي ١: ١٥ من المعالم ثلثة وترتيبها ١، ٤، ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>