للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضًا الربيع بن ضبع (١):

قل للذي راح عن أخيه وقد ... أودعه - حين وَدّع - الحَجَرا

هل أبصرت عينه له أثرًا ... أو سمعتْ أُذنُه له خبرا

أين همام (٢) الجَديل إذ أمرا ... وأين ربّ السَدير إذ قَدرا

أين بنو هُودٍ النبيّ ومَن ... شَمَّر عن راحتيه وابتكرا

والصعب لمّا عنت (كذا) أرومتهُ ... وحان ريب الزمان فادّ كرا

لم يدفع الموت بالجنود ولا ... رَدّ بأسباب علمه القدرا

فاز على الدهر يحني (كذا) فرَمَى ... فوق جَناحي ومَفْرِقي شرَرا

لا تعجبي يا أُميم من صفتي ... فقبل ما كنت أخسف القمرا

صبوًا بهند وزينبٍ أَممًا ... ونسوةٍ كنَّ قبلها درَرَا

لمّا رماني الزمان من عُرَض ... وقامرتني خطوبهُ قَمَرا

أصبح عني الشباب قد حسرا ... إن ينا عني فقد ثوَى عُصُرا

ودَّعَنا قبل أن نودّعه ... لمّا قَضى من جِماعنا الوطرا

أصبحتُ لا أحمل السِلاحَ ولا ... أمسك رأس البعير إن نفرا

والذئبَ أخشاه إن مررتُ به ... وحدي وأخشى الرياحَ والمطرا

من بعد ما قوَّة أُسَرُّ بها ... أصبحتُ شيخًا أعالج الكِبَرا

ها أناذا آمُلُ الخلودَ وقد ... أدركَ عقلي ومولدي حُجُرا

أبا امرئ القيس هل سمعتَ به ... هيهات هيهات طال ذا عُمرا

وقال أيضًا الربيع بن ضبع:

طال الثواءُ على السنين أُمَيْما ... ألقى عذابًا للزمان ألما


(١) الأبيات توجد في نوادر أبي زيد ١٥٨ والمعمرين ٦ والقالي ٢: ١٨٧ والبحتري ٢٩٣ المرتضى ١: ١٨٥ وألف با ٢: ٨٨ والخزانة ٣: ٣٠٨ وغيرها من قوله أصبح إلى قوله والكبرا. إلا أن في الكتابين الأول والثالث زيادة وهي:
أقفر من ميَّة الجَريب إلى ... الزُجَّين إلَّا الظباءَ والبقرا
كأنها دُرَّة منعَّمة ... من نسوة كنَّ قبلها دررا
أصبح مني الخ. وهذا الثاني كأنه رواية لقوله: صبوا بهند. البيت.
(٢) هو النعمان بن المنذر. والجديل فحل له.

<<  <  ج: ص:  >  >>