للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد عزَفتْ نفسي عن اللهو حمه (١) ... وإن نهلت من لهوها ثم عَلّتِ

رأيتُ قرونًا من قرون تقدَّمت ... فلم يبق إلَّا ذكرها حين وَلَّت

ألا أين ذو القرنين أين جُموعه ... لقد كَثُرت أسبابه ثم قلَّت

خَرِفتُ وأفنتْني السنون التي خلت ... فقد سئِمتْ نفسي الحياةَ ومَلَّت

تجاوزت في يوم الهباءة غدوة ... وألفيت عودًا حينما حين حلت (١ م)

فكم مشهد أوردت نفسي وكلته (١ م) ... أجشمها مكروهَه حين كَلَّت

وكم غمرة ماجت بأمواج غمرة ... تجرَّعتُها بالصبر حتى تجلَّت

وكانت على الأيام نفسي عزيزة ... فلما رأت عَزْمي على الأمر ذلّت

هي النفس ما مَنّيتها تاقَ شوقُها ... وإلَّا فنفس أن يئستَ تسلَّت

وقال أيضًا الربيع بن ضبع (٢):

ألا يا لَقومي قد تبدّد إِخواني ... نداماي في شرب الخمور وأخداني

وأمشي قليلًا ثم آتي سبيلَهم ... فتبلى عظامي يا لسعد وذبيان

وأبلى ويبقَى منطقي بعد ميتتي ... وكلّ امرئ - إلَّا أحاديثه - فإن

سيدركني ما أدرَك المرِءَ تُبعًا ... ويغتالني ما اغتال أنسُرَ لقمان

[كلا الرجلين كان جَلدًا مشيَّعًا ... كثيرَ الأداة من بنين وأعوان]

أجار مجير الرمل (٣) من غير مُلكه ... وأنزل سيف الباس من رأس غمدان

وألوى بذي القرنين بعد بلوغه ... مطالع قرن الشمش بالإِنس والجان

أنا بين يومينا فأمس (٤) الذي مضى ... وصَرْفُ "غد" لا بُدَّ بالحَتْم يلقاني

ألم تَرَ أن الدهر للقوم طالبٌ ... وإن لم أكن يومًا لأوتار مجّان (١ م)

سيأخذ ما أعطَى وإن كان مُحْسِنا ... وما كان من شرخ الشبيبة أولاني


(١) كذا ولعله "جملة".
(١ م) كذا.
(٢) الأربعة الأبيات الأولى في حماسة البحتري وزيادة الخامس منها. وروايتها البيت الثاني "أضحى قليلًا ثم آتى الخ ... " وفيها في البيت الرابع "أسرة لقمان" وما هنا أصلح.
(٣) كذا ولعله مُجير الرجل أي رجل الجراد، والمجير هو مدلج بن سويد الطائي وانظر المثل "أحمى من مجير الجراد" في الميداني ١: ١٩٥، ١٤٩، ٢٠٢ للطبعات الثلاث والعسكري ١: ٢٧٢ والاشتقاق لابن دريد ٢٣٢.
(٤) الأصل بأمس.

<<  <  ج: ص:  >  >>