للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليَ الذئب نَدْمانٌ ولي الليث صاحبٌ ... يثور -إذا أحدو- النعامُ الشوارد

أظَلَّ الطَوَى حتى إذا بَرحَ الخفا ... طعِمتُ يسيرا والتجملُ رائد

وما بي إفراق (١) ولكن تكرّما ... أشيّد ما شاد الكرام الأماجد

ولست كمن يمسي بطينا، وإنه ... يبيت خميصًا جاره وهو راقد

أنيل نوالي الأقربين وإنه ... لَيُدرك معروفي الأقاصي الأباعد

افرّق جسمي في جسوم كثيرة ... وأحسو قرَاحَ الماء والماءُ بارد (٢)

وقال الربيع بن ضبع: يا حصين تعرَّضت للسَبّ. وقال الربيع:

دارِ الصديقَ إذا استشاط تغيظًا ... والغيظُ يُخرج كامنَ الأحقاد

ولربّما كان التغضّب باحثًا ... لمثالب الآباء والأجداد

وقال عروة بن الورد يهجو حصين بن ضمضم (٣):

إن يكن فارس الهياج هجينًا ... إنّ شدّادَ لم تلدْه العبيدُ (٤)

هل يجوز الخطاب ليث عزيز ... ولنار الخطاب فيه وَقود

إن خير العشير من جمّع الشَمْـ ... ـلَ وغاد بما تسود السيد (٥)

ويكَ أمرُ الإِله في كل حين ... وقضاءٌ بكل يوم جديد

أين طسم ورائس وجديس ... ثم عادٌ من قبلها وثمود

ما أتيتَ الرشادَ من سلم عبس ... وأتانا من دون ذاك الوعيد

أنت أوعدت للحروب وعيدًا ... ذاك وعد يأتي بك الموعود

إنما عاقكَ العشارُ عن السِلْـ ... ـم وطعمُ الحروب مُرٌّ شديد

صدَّك البخل عن حريمك حتى ... جئت بالشؤم - والبخيلُ صَدود

هل تخوَّفت ما مضى من سؤال ... وزمانُ الرَدى عليك يعود

إن من عَضّت الكلابُ عصاه (٦) ... ثم أثرَى حقيقٌ ألّا يجود


(١) كذا ولعله تصحيف أفقار أو أقفار.
(٢) لا يوجد في طبعتي ديوان عروة غير هذا البيت في خبر مختلف عما هنا.
(٣) لا يوجد في طبعتي ديوان عروة.
(٤) شداد منع صرفه ضرورة وهو سائغ في الأعلام وهو أبو عنترة.
(٥) كذا.
(٦) يريد أنه يتكفّف كالصعاليك فتنبحه الكلاب فيضربها بعصاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>