فهذه جمل نحكمها قبل تفصيلها بالجزئيات. ولولا أنا قد أحكمنا لك الأصول كلها في كتابنا الموسوم بـ (تهذيب الأخلاق) لأوجبنا لك إيرادها ها هنا ولكن هذا كتاب غرضنا فيه إيراد جزئيات الآداب بمواعظ الحكماء من كل أمة وكل نحلة وتبعنا فيه صاحب كتاب (جاويذان خرد) كما وعدناك به في أوله. ولأن الموضوع الأول كتاب فارسي فوجب أن نبدأ أولًا بآداب الفرس ومواعظهم ثم نتبعها بآداب الأمم الآخرين.
فمن ذلك مواعظ آذرباد.
"ثم أتبعه بهذه الأبواب والفصول ترى (٣) ما اخترته من آداب بزرجمهر (٤) حكم تؤثر عن انوشروان (٥) جوابات كسرى (٦) نسخة كتاب وصية لبزرجمهر إلى كسرى لما سأله ذلك (٦) مجلس العلماء بحضرة بَهْمَنَ (٨) وقال حكيم الفرس آذرباد (٩) صدر من كلام حكيم آخر فارسي (١٠) وصية أخرى للفرس (١١) فصل - (١٢) فصل من كلام حكيم آخر (١٣) ومما يؤثر من حكم الهند (١٤) ومن حكم العرب (١٥) ما يؤثر عن أمير المؤمنين علي - عليه السلام - وعن غيره (١٦) ما اخترته من وصايا لقمان لابنه -وهو آخر الموجود بالنسخة التي سقطنا عليها وهي عتيقة جميلة تنتهي على ص ٢٤٨".
(المجمع) لعل هذه الرسالة من أوضاع الشعوبيين الذين كانوا يعظمون من شأن الفرس وتقديمهم. وتهوين أمر العرب وعلومهم.