يحضرون عند أبي عمر الزاهد ليسمعوا منه كتب ثعلب وغيرها وكان قد جمع جزءًا في فضائل معاوية فكان لا يمكن أحدًا من السماع منه حتى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء قال ابن حجر رأيته وفيه أشياء كثيرة موضوعة والأفة فيها عن غيره. ولكن النديم غالى لتشيعه في الطعن عليه فقال "كان نهاية في النصب والميل على علي - عليه السلام - وكان يقول إنه شاعر مع عاميته فمن شعره:
إذا ما الرافض الشاميّ تمت ... معايبه تخثم في يمينه
فأما إن أتاك بسمت وجه ... فإن الرفض باد في جبينه
ويكفيه جهلًا هذا الشعر". أقول: إن جمع فضائل معاوية ليس من النصب في شيء غير أن النديم قد صرح محضه عن زبده وأبدى بما عنده والبيتين اظنهما منحولين لضعف بنيتهما ولأن الرفض والتختم باليمين لم يكونا مخصوصين بالشام وهو الذي عانى المتاعب حتى بعد وفاته كما سيأتي على أيدي روافض الكرخ. وتراه في الباب الأول يسمى عليًّا بأمير المؤمنين وفي الباب التاسع عشر بولي الله وحبيبه. ويأتيك بيت لأبي عمر يدل على أنه وإن لم يكن شاعرًا إلا أنه لم يكن بلغ هذا المبلغ على أن هذه الشكاة كما قيل:
(وتلك شكاة ظاهرٌ عنك عارُها)
فلأبي عمر أسوة بخيار علماء العربية المنبوزين بذلك قال أبو علي (١) التنوخى أكثر رواة العرب فيما بلغني عنهم إما خوارج وإما شعوبية كأبي عبيدة معمر بن المثني وأبي حاتم سهل السجستاني وفلان وفلان وعدَّد جماعة ومنهم أبو خليفة الجُمحي وياقوت الحموي. وقال ابن حجر بعد أن نقل بعض قول النديم قلت هذا أوضح الأدلة على أن النديم رافضي لأن هذه طريقهم يسمون أهل السنة عامة وأهل الرفض خاصة وقال في ترجمة النديم إنه غير موثوق به ومصنفه المذكور ينادي على من صنفه بالاعتزال والزيغ نسأل الله السلامة ونقل عن تاريخ الإِسلام للذهبي أنه معتزلي شيعي ثم قال لما طالعت كتابه ظهر لي أنه رافضي معتزلي فإنه يسمي أهل السنة الحشوية ويسمي الأشاعرة المجبرة ويسمي كل من لم يكن شيعيًّا عاميًّا ثم ذكر جملة من افتراآته وافتياتاته.