للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"قال أبو عمر محمَّد بن عبد الواحد هذه العرضة هي التي تفرد بها أبو إسحاق الطبري آخر عرضة أسمعها بعده (بعدها) فمن روى عني في هذه النسخة هذه العرضة حرفًا واحدًا ليس من قولي فهو كذاب عليَّ وهي من الساعة ... إلى الساعة ... من قراءة أبي إسحاق على سائر الناس وأنا أسمعها حرفًا حرفًا". قال أبو الفتح وبدأ بهذه العرضة يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة ٣٣١ هـ اهـ على طوله.

أقول ولله من قال:

فألقت عصاها واستقرَّ بها النوى ... كما قرَّ عينًا بالإياب المسافرُ

قال العاجز وقفت بخزانة رامبور على نسخة مضبوطة صحيحة من شرح الفصيح تأليف أبي القاسم عبد الله بن عبد الرحيم الأصفهاني وقد بقيت في ملك الشيخ محمَّد الشيبي فاتح بيت الله الحرام. وثبت على الصفحة الأولى منه فصل من اليواقيت سطا عليه المجلد وهذا نصه وفصه: قال الفرَّاء (١) كلام الفصحاء من العرب أحببته فهو محبوب على غير القياس إلا أن عنترة جاء به على القياس وقال:

ولقد نزلتِ فلا تظني غيره ... مني بمنزلة المحب المكرم

ومن العرب من يقول حببته أحبه ومنهم من يقول إحِبُّه قال وأنشدني أبو ثروان:

إحِبّ لحبها السودانَ حتى ... إحِبّ لحبّها سودَ الكلاب

قال الفراء فكسر الألف وفتح الباء. وسلطان "حتى" أن ترفع وتنصب وتخفض على ما نص .... من الإِعراب تقول من ذلك أكلت السمكة حتى رأسُها وحتى رأسِها وحتى رأسَها قال وأنشدني (٢) الكسائي:

ألقى الصحيفة كي يخفف رحله ... والزاد حتى نعلُه القاها

ونعلَه ونعِله: وسلطانها على المـ[ـستقبل] .... فتنصبه وترفعه فنصه على بابه (أي بإِضمار أنْ) ورفعه على أن يكون في معنى الماضي. قال وقرأت القراء "وزُلزلوا حتى يقولَ الرسول" و"حتى يقولُ الرسول" أي حتى قال. وسمعت المبرد


(١) حكى مثله الأزهري عن الفراء أيضًا كما في اللسان.
(٢) لأبي مروان النحوي وللمتلمس.

<<  <  ج: ص:  >  >>