للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا استعيرت من جفون الأغمادْ ... فقأن بالصَقْع يرابيعَ الصادْ (١)

والجفون هي الأغماد. وقال خِداش بن زهير:

ويوم تخرج الأرماس فيه ... لأبطال الكُماة به أوَامُ

شهدتم غَمَّه ففرجتموه ... بضرب ما يصيح عليه هام (٢)

فأضاف الكماة إلى الأبطال والأبطال هم الكماة وقال أبو ربيعة الطائي:

وخُلقان دِرْسان حوالَيْ عرينه ... ورقص (٣) سلاح أو قَنًا متكسِّر

والخُلقان والدِرسان واحد. وقال جرير:

يخرُجْنَ من رَهَج الغبار عوابسا ... بالدارعين كأنهنَّ سَعالى (٤)

والرَهَج والغبار واحد.

باب (*)

أعلم أنهم ربما أرادوا أن يجيئُوا بالمعنى فيجيئون.

ببعضه فيستدل به على المعنى. فمن ذلك قول الأعشى:

الواطؤون على صدور نعالهم ... يمشون في الدَفَني والأبرادِ (٥)

قال: على صدور نعالهم وهم لا يطؤون على الصدور دون الأعقاب (٦)، وإنما أراد أنهم يلبسون النعال ولا يمشون حُفاةً يعني أنهم ملوك وليسوا برِعاء. قال:


(١) الصقع شجّ الرأس والصاد في اللسان (صقع وربع) أراد الصيد فأعلّ على القياس المتروك. واليرابيع دوابّ كالأوزاغ تكون في الرأس. والشطران في الديوان ص ٤٠ وقبلهما:
نَعْصَى بغَرْبَيْ كل نصل قداد
وبعدهما:
نكفي قريشًا من سعى بإفساد
(٢) في الأصل يصح والصواب ما كتبنا يريد مزعم العرب أن القتيل إن لم يقد به كان كالهامة تصيح على قبره اسقوني. يعني أن ضربكم مبيد مفن لا يبقى بعده الروح حتى تفسير هامة تصيح.
(٣) هذه الكلمة معرفة ولم أهتد لوجه صوابها.
(٤) لم أجده في ديوان جرير والذي فيه ٢: ٧٣:
إنا لننزل ثغر كل مخوفة ... بالْمُقْربات كأنهن سعالى
(*) هذا الباب يوجد في سر العربية ٤٠٤ مقتضبا.
(٥) الرواية الشائعة الواطئين. والدَفَنى ضرب من الثياب وقيل هي المخططة. والبيت في اللسان (دفن).
(٦) كان في الأصل "دون الافعا" وهو محرف عن الأعقاب إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>