للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال جاء فلان على صدر راحلته. قال طُفيل الغنوي (١):

وأطنابه أرسان جُرد كأنها ... صدور القنا من بادئ ومعقب

أراد كأنها القنا في صلابتها وضُمرها. وقال ابن أحمر (٢):

أرى ذا شَيبة حمَّال ثِقْل ... وأبيضَ مثلَ صدر السيف بالا (٣)

أي حاله مثل صدر السيف. يقول يعتز كأنه سيف وقال حميد بن ثور وذكر أرضَين قطعهما:

قطعتهما بيدَي عَوْهَجِ (٤)

وهو لا يمكنـ[ـه] قطعهما باليدين دون الرجلين. وقال لبيد:

تَراك أمكنة إذا لم أرضَها ... أو يرتبِطْ بعض النفوسِ حمامُها

والموت لا ينزل ببعض النفس دون بعض.

باب

هذا باب اتَّسعتْ فيه العرب فجعلوا المفعول به فاعلا والفاعل مفعولًا في اللفظ. وأنشد للحطيئة (٥):

فلما خَشِيتُ الهُونَ والعَيرُ مُمْسِكٌ ... على رَغْمِهِ ما أمسك الحبلَ حافرُهُ


(١) الأغاني (الثانية ١٤: ٨٧) وفيه كأنّه. وضمير أطنابه على كلمة (بيت) في البيت السابق.
(٢) لم أجده في مظنة أخرى مع طول الفحص وهو وشرحه مصحف والله أعلم بصوابه.
(٣) من قصيدة لابن أحمر مطلعها:
أغدوًا واعدَ الحيّ الزيالا ... لوجه لا يريدُ به بِدالا
والبيت من شواهد سيبويه. وقد ذكر العيني (٢: ٤٢١) أبياتًا من القصيدة. وتفسيره على ما قال الأصمعي: أي فيهم شيخ حمال ثقل، وهو الذي ينيل ويعطي، وفيهم شابّ مثل صدر السيف بالا - أي حالًا- وهو كالسيف في حاله وبأسه. قال: وفَسر هذا في البيت الثاني فقال:
بهم يسعى المفاخر حين يسعى ... إذا ما عدِّ بأسًا أو نوالًا
البأس للشاب والنوال للشيخ. وكان ابن الأعرابي صحف "بالا" في البيت بلفظ "نالا" انظر التحصيف للعسكري ص ٨٦.
(٤) هي الطويلة العنق من النُوق والظباءِ والظلمان.
(٥) ديوانه صنع السكري ص ١٠ وفيه ما أثبت الحبل قال أي ما دام الحمار مقيدا فهو ذليل، وهذا مقلوب أراد ما أثبت الحبل حافرَه. وأنشده قدامة ٨٧ شاهدًا للقلب ويوجد في أضداد ابن الأنباري ٨٦: ١١٢. وانظر مبحث القلب في الصاحبي والمرتضى ١: ١٥٥ و ٢: ١١٧ وأضداد ابن الأنباري ٨٤ والأشباه ١: ٢٩٤ وسر العربية سنة ١٣٤١ هـ ٣٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>