للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجعل الفعل للحافر وإنما الحبل يمسك الحافر. وقال الأعشى (١):

ما كنتَ في الحرب العَوانِ مُغمَّرا ... إذ شَبّ حَر وَقودها أجذَالها

فجعل الفعل للوقود وإنما الأجذال [هي] التي تَشُبّ الوقودَ. وقال آخر:

فلا تكسِروا أرماحنا في صدوركم ... فتغشِمكم إن الرماح من الغَشْمِ

يريد أن الغشم من الرماح. وقال الشاعر:

وقد أراني في زمان ألعبُهْ ... في رونق من الشباب أعجِبُهْ

أراد يُعْجِبُني. ويروي أعجَبَهْ أي أعجَب منه (٢). وقال آخر:

ياطول ليلى وعادتي (٣) سهري ... ما تلتقي مقلتي على شُفُري

أراد ما يلتقي شُفْري على مقلتي. وقال العجاج يذكر السيوف:

يَشْقى (٤) بأم الرأس والمطوَّق

وإنما أمَّ الرأس تَشْقى بالسيوف فقلَبَ المعنى. وقال العباس بن مرداس (٥):

فديتُ بنفسه نفسي ومالي ... ولا آلوك إلَّا ما أُطيقُ

يريد فديت نفسه بنفسي فقلب المعنى. وقال آخر:

إن سراجًا لكريمٌ مَفخَرُهْ ... تَحْلَى به العينُ إذا ما تَجْهَرُهْ (٦)

والعين لا تحلَى به إنما يحلَى بها. وقال الأخطل:

مثلَ القنافذ هَدّاجون قد بلَغتْ ... نجرانَ أو بلغتْ سوآتِهم هَجَرُ


(١) ديوانه طبعة المتقدم ص ١٧ وقبله (وروايته محرفة):
فلعمر من جعل الشهور علامة ... قَدَرا فَبين نصفها وهلالها
وأضداد ابن الأنباري مصر ٨٤.
(٢) ويمكن أن يكون أعْجَبه (مجهولا) أي أعجَب به. من الإعجاب.
(٣) كذا في الأصل وهو ظاهر ويمكن أن يكون عادني.
(٤) وكان في الأصل تشقى مصحفا. والبيت في ديوانه ص ٤١ وقبله:
نعْصَى بكل مشرفي مِخْفق ... مطردِ القَدَ رقاقِ الرونق
(٥) كذا في أضداد ابن الأنباري مصر ٨٤ وأمالي المرتضى ١: ١٥٦. وفي شرح ديوان الحطيئة للسكري ١٠ ونقد الشعر ٨٧ والموشح ٨٥ وشرح شواهد المغني ٣٢٨ والأشباه ١: ٢٩٤ أنه لعروة الصعاليك ولا يوجد في ديوانه. وقبله:
ولو أني شهدت أبا معاذ ... غداة غدا بمهجته يفوق
ويروي أبا سعاد ولعله تصحيف.
(٦) الشطران في أمالي المرتضى مصحفان ١: ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>