للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قال المبَّرد:

هذه حروف ألّفناها من كتاب الله عزَّ وجلَّ متّفقة الألفاظ مختلفة المعاني متقاربة في القول مختلفة في الخبر على ما يوجد في كلام العرب لأن من كلامهم اختلافَ اللفظين واختلاف المعنيين، واختلافَ اللفظين والمعنى واحدٌ، واتفاقِ اللفظين واختلاف المعنيين.

فأما اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين فنحو قولك: ذهب، وجاء، وقام، وقعد، ويد، ورجل، وفرس.

وأما اختلاف اللفظين والمعنى واحد فقولك، ظننت وحسبت، وقعدت وجلست، وذراع، وساعد، وأنف، ومَرْسِن.

وأما اتّفاق اللفظين واختلاف المعنيين فنحو: وَجَدت شيئًا إذا أردتَ وجدانَ الضالّة، ووجَدتُ على الرجل من المَوْجِدة، ووجَدتُ زيدًا كريمًا علمت (١). وكذلك ضربت زيدًا، وضربت مثلًا، وضربت في الأرض إذا أبعدتَ. ومن ذلك عين التي يُبْصَر بها. وتقول هذا عين الشيء أي حقيقته، والعين المال الحاضر، والعين عيني الميزان، والعين سحابة تأتي من قِبَل القِبلة، وعين الماء. وهذا كثير جدًّا (٢). وقولهم: أمر جلل كقوله:

كلّ شيء ما خلا الله جَلَلْ (٣)


(١) في الأصل "وعلمت" مصحفًا.
(٢) ولابن فارس قصيدة قافية كل بيت منها عين في معنى من معانيه راجعها في معجم الأدباء ٢: ١١ وللبهاء ابن السبكي مثلها. ومعانيه الـ ٤٧ مذكورة في التاج.
(٣) نسب في أضداد الأصمعي ٩ وابن الأنباري مصر ٣ لِلَبيد، وعندهما ما خلا الموت. والتالي:
"والفتى يسعى ويُلهيه الأمل"
ولكن لا يوجد في ديوانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>