للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن كلامهم: ما منهما مات حتى رأيتُه.

ومما في القرآن مما يجيء مثله في كلام العرب من التحويل كقوله (٢٨: ٧٦) {وَآتَينَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} وإنما العُصبة تنوء بالمفاتح، ومن كلام العرب: إن فلانة لتنوء بها عجيزتها. ويقولون: أدخلت القَلَنْسُوَة في رأسي، وأدخلت الخُفَّ في رِجلي. وإنما يكون مثل هذا فيما لا يكون فيه لَبْس ولا إشكال و [لا وَ] هْمٌ. ولا يجوز ضربت زيدًا وأنت تريد غلام زيد (١) على حكم قوله تعالى {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} ومثل قوله تعالى {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ} من كلام العرب قول الأخطل:

أمّا كُلَيبُ بن يربوع فليس لها ... عند التفاخر إيراد ولا صَدَرُ

مخلّفون ويقضي الناسُ أمرَهُم ... وهم بغيب وفي عمياء ما شعروا

مثلَ القنافذ هدّاجون قد بَلَغتْ ... نجرانَ أو بَلَغَتْ سَوْآتِهم هَجَرُ

كذا رواه أبو عبيدة (٢) وغيره ممن أخذنا عنه.

تمّ الكتاب، بعون الملك الوهاب

نسخه العاجز عبد العزيز الميمني

من خزانة بانكي بور (بتنه) في المحرَّم سنة ١٣٤٦ هـ

خاتمة

الحمد لله رب العالمين

وبعد فإن هذه الرسالة الطريفة للإمام أبي العباس المبرَّد قد عُني بتصحيحها وضبطها وشرحها العلّامة المحقق الأستاذ الشيخ عبد العزيز الميمني أستاذ الآداب


= ص ١٩١ (ونسب في ص ٥١ منه إلى العجير السلولي) وغير البيت عند العيني (٢: ٨٥).
(١) مرّ له هذا المنع فيما تقدّم في صفحة ٣٢٢.
(٢) يريد ما يروى من حُدّثتْ وبُلّغتْ مجهولًا مشددًا كما في الديوان رواية ابن الأعرابي ص ١٠٩ و ١١٠ وفيه عند التفارط وهو التقدم في طلب الماء وفيه بين البيتين الثاني والثالث يتخلل ثلاثة أبيات أخرى. ثم قوله علي العِيارات هذاجون: البيت. قال العيارات جمع عير وهو الحمار والهدج السير الضعيف وهَجَرُ أي أهل هجر. ويوجد البيت في الخزانة ٤: ٥٨ واللسان ٧: ٤٨ والتاج ٣: ٣٣٦ والجوهري ١: ٤٠٢ والكامل ٢٠٩ والمخصص ٨: ٩٤ والمغني وشرح شواهده ٣٢٨ وأمالي المرتضى ٢: ١١٦ برواية على العيارات الخ وقوله هداجون يشير به إلى أنهم يتلصّصون.

<<  <  ج: ص:  >  >>