للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يلي المدينة وماؤها يجري إلى ينبع. وهي لجهينة والأنصار ولبني فِهْر ونَهْد، ورضوى منها من ناحية مغيب الشمس [على يوم]، وحواليها قِنَان واحدها قُنّة وضعاضع صغار واحدها ضعضاع. والقِنان والضعاضع جبال صغار لا تسفَى. وفي يَلْيَل هذه عين كبيرة تخرج من جوف رمل من أعذب ما يكون من العيون وأكثرها ماء تجري في رمل فلا تمكن الزارعين غلّتها (١) إلا في مواضع (١) يسيرة من أخاء (٢) الرمل، وفيها نخيل ويتخذ البقول والبطيخ وتسمّى هذه العين (البُحير) (٣) و (الجار) (٤) على شاطئ البحر ترفأ إليه السُّفُن من أرض الحبشة ومصر ومن البحرين والصين، وبها منبر، وهي قرية كبيرة آهلة شِرب أهلها أمن، البُحير. وبالجار قصور كثيرة. ونصف الجار في جزيرة من البحر تكون ميلًا في ميل لا يُعبر إليها [إلا] في سُفُن، وهي مرفأ (٥) للحبشة خاصة [يقال لها] (قَرَاف)، وسكانها تجار لنحو (٤) أهل الجار يؤتَوْن بالماء من على فرسخين [من (٦)] وادي يَلْيَل [الذي (٧)] يصب في البحر ثم من عُدوة غَيقة اليسرى يلي المدينة [من (٨)] عن يمين المُصعد إلى مكّة من المدينة وعن يسار المُصعد من الشام إلى مكة جبلان يقال لهما ثافل (٩) الأكبر وثافل الأصغر) وهما (١٠) [لبني] ضمرة خاصَة وهم أصحاب (١١) حِلال ودَعَة ويسار، وبينهما ثنية لا تكون ترمية سهم، وبينهما وبين رضوى وعَزْوَرٍ ليلتان، نباتهما العَرْعَر والقَرَظ والظَيّان والأيدَع والبَشام. وللظَيان ساق غليظة وهو شاك أي غليظ الشوك ويُحتطب وله سِنْفة كسِنفة العِشْرِق والسِنفة ما تدلَّى من الثمر وخرج عن أغصانه. والعِشْرِق وَرَق يشبه الحَنْدَقُوْقَا مُنْتِنَة الريح والأيدَع شجر يشبه الدُلب إلَا أن


(١) من مم والأصل (عليهما)، (كثيرة).
(٢) الأصل أخباء.
(٣) وكذا مي (البُحير) ولكن في مم ٦٠٨ البحيرة.
(٤) مي ومم ٣٣٣ بزيادة.
(٥) الأصل برية والتصحيح من مم وفي مي مرسى.
(٦) من مي واصلنا محرّف.
(٧) من مم. قال والصحيح أن يليل يصب في [غيقة- م. ي.] وغيقة تصب في البحر.
(٨) منى.
(٩) مم ٩٠ ومي.
(١٠) بن بكر بن عبد مناة- مي.
(١١) مي: جَلال ورُغبة ومم: حِلال ويرعى ولعله الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>