للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في الباب: وقد أجرسني السَبُعُ إذا سمع صوتَ جَرْسي قال:

حتى إذا أجرسَ كل طائر ... قامت تغنظي (١) بك سِمْعَ الحاضر

وبين المشطورين مشطوران وهما:

وألجأ الكلب إلى المآخر ... تَمَيُّزُ الليل لأحوَى جاثر

والرجز لجندل بن المثنى الطُهوي. وقال في باب ما جاء مضمومًا: الأبُلة أيضًا القِدْرة من التمر قال الشاعر:

فيأكل ما رُضَّ من زادنا ... ويأبى الأبُلةَ لم تُرْضَض

والرواية من زادها ومن تمرها، وهو الصحيح أي من تمر الظبية المذكورة في البيت الذي قبله وهو:

لها (٢) ظَبية ولها عُكَّة ... إذا أنفضَ القومُ لم تُنفِض (٣)

والشعر لأبي المثلم الهذلي. وقال في باب ما يفتح أوله وثانيه: ومن العرب من يخفف ثانيه وقال:

وقد علتني ذُرأةٌ بادي بدِي

ورَثْيةٌ تنهض في تشددي ... وصار للفحل لساني ويدي

(٩ ظ) والرجز لأبي نُخيلة السعدي والمشطور الثالث ليس في رجزه. وقال في باب ما جاء على أفعلت والعامة تقول بَفْعلت قال الهذلي: (وقد همّت بإِشجانِ) والرواية (عُراةً بعدَ إشحانِ) والهذلي هذا هو أبو قلابة وأول البيت:

إِذْ عارت النبلُ والتف اللفوفُ وإِذ ... سَلّوا السيوف ...............

وهلم جرّا.

وأما الصاحب بن عبّاد فإن كتابه المسمى بالمحيط لو قيل إنه أحاط بالأغلاط والتصحيفات لم يبعد عن الصواب، وكان علماء زمانه خافوا أنهم لو نطقوا بشيء منها قطع رسومَهم وتسويغاتهم فلبُّوا نداءَه وأمنوا على دعائه ونجوا بالصمت. ومن جملة تصحيفاته أنه قال في تركيب ن زم: النُزْم شدة العض، والمِنزم السِن، والنَّزِيم حُزمة من بقل، وكل هذا بالباء الموحدة.


(١) إلى أنه يروى بالإهمال والإعجام، وراجع السمط.
(٢) وله معًا.
(٣) بالياء والتاء معًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>