للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَسبِقُهُ قَذْف، وَصَرِيحُهُ: الزنَا كَقَولهِ لِرَجُل أَوِ امرَأةٍ: زَنَيْتَ أؤ زَنَيتِ أو يَا زَانِي أَوْ يَا زَانِيَةُ، لتكرر ذلك وشهرته.

فَزعٌ: اللحن بالتأنيث والتذكير قذف.

وَالرميُ بإِيلَاج حَشَفة فِي فَرج مَعَ وَصفِهِ بِتَحرِيمِ أو دُبُر صَرِيحَان، لأن مطلق إيلاج الحشفة يقع على الحلال والحرام فلابد من الوصف بالحرام، وَزَنأتَ، أي بالهمز، فِي الجَبَلِ كِنَايَةٌ، لأن الزنا فِي الجبل هو الصعود فيه، وقيل: إن كان قائله من أهل العربية فليس بقذف وإلا فقذف، وَكَذَا زَنأتِ، أي بالهمز، فَقَطْ فِي الأصَح، لأن ظاهره الصعود، والثانى: أنه قذف، والثالث: إن أحسن العربية فليس بقذف إلا بنية؛ وإلاّ فقذف، وَزَنَيت فِي الجَبَلِ صَرِيح في الأصَح، كما لو قال في الدار، والثاني: المنع، إلا أن يريده لاحتمال أنه لين الهمزة، والثالث: أنه صريح في عَالِم باللغة دون غيره، وَقَولُهُ: يَا فَاجِرُ يَا فَاسِقُ وَلَها، أي للمرأة، يَا خَبِيْثَةُ وَأنتِ تُحِبينَ الخَلوَةَ، وَلقُرَشِي يَا نَبطِي، وَلزَوجَتهِ لَم أَجِدكِ عَذْرَاءَ كِنَايَة، فَإن أَنكَرَ إرَادَةَ قذف صُدِّقَ بِيَمِيْنهِ، لأنه أعرف بكلامه، بأن قال: أردت بالنبطي أنه ليس يفصح كالعرب، أو نبطي الدار لأنه يسكن دارهم.


الصَّادِقِينَ} قَالَ: فَانصَرَفَ النبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَأرسَلَ إِلَيهِمَا، فَجاءا فَقَام هِلَالُ بنُ أميةَ فَشَهِدَ، وَالنبِي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: [إِن الله يَعلَم أنْ أحَدَكُمَا كَاذب، فَهل مِنكُمَا تَائب] ثُم قَامَت فَشَهِدَتْ، فَلَما كَانَ عِنْدَ الخَامِسَةِ {أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} قَالُوا لَها: إِنها مُوجبة، قالَ ابنُ عباسٍ: فَتَلَكأت حَتْى ظَننا أنها سَتَرجِعُ، ثمَّ قَالَت: لا أفْضَحُ قَومي سَائرَ اليَومِ، فَمَضَتْ، فَقَالَ النْبِي - صلى الله عليه وسلم -: [انظُرُوها فَإن جاءَتْ بِهِ أكحلَ العَينينِ سابِغ الأليَتينِ خَدَلجَ الساقَينِ، فَهُوَ لِشَرِيك بنِ سَحمَاءَ، فَجَاءت بِهِ كَذَلِكَ، فَقَال النبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: [لَولَا مَا مَضَى مِنْ كِتَابِ اللهِ تَعالَى لَكَانَ لي وَلَها شأن]. رواه البخاري في الصحيح: كتاب تفسير القرآن من سورة النور: الحديث (٤٧٤٧). والبيهقي في السنن الكبرى: كتاب اللعان: الحديث (١٥٦٨٩).
(•) في نسخة: إلا في أيام عمر بن عبد العزيز.

<<  <  ج: ص:  >  >>