للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بل روي عنه السَّلَمُ في الوُصَفَاءِ (٨٥)، فَيُشْتَرَطُ في الرقِيقِ ذِكْرُ نَوعِهِ كَتُرْكيّ، لاختلاف الغرض؛ فإن اختلف صنف النوع وجب ذكره على الراجح لما قلناه، وَلَونهِ كَأبْيَضَ وَيصِفُ بَيَاضه بِسُمْرَةٍ أَوْ شُقْرَةٍ، أي وسواده بصفاء أو كدرهَ؛ هذا إذا اختلف لون النوع أو الصنف، فإن لم يختلف كالزنجى فلا يشترط التعَرُّضُ لَهُ، وَذُكُورَتهِ وَأنُوثَتِهِ، وسِنّهِ، وَقَدهِ طُوْلًا وَقِصَرًا، لاختلاف الغرض بكل ذلك، وَكلهُ عَلَى التقْرِيبِ، أي حتى لو شرط كونه ابن سبع بلا زيادة ولا نقص لم يجز لندوره، ولم يذكر الرافعى التقريب إلا بالنسبة إلى السنن خاصة والمصنف عمم، وَلاَ يُشتَرَطُ ذِكْرُ الكحَلِ، وهو أن يعلو جفون العينين سواد كالكحل من غير اكتحال، وَالسمَنِ وَنَحْوِهِمَا، أي كدعج وتكلثم، في الأصَح، لتسامح الناس بإهماله، والثاني: يشترط وهو قويٌّ, لأنه مقصود لا يؤدى ذكره إلى عِزَّةِ الوجودِ.

فَرْعٌ: يشترط ذِكْرُ الثيابة والبكارة في الأصح.

وَفِي الإِبِلِ، وَالخَيلِ، وَالبِغَالِ، وَالْحَمِيرِ الذكُورَةُ وَالأنُوثَةُ، لاختلاف الغرض بهما، وَالسن، وَاللْون، وَالنوعُ، أي وكذا الصنف كأرحبيَّةِ مثلًا لما قلناه، وَفِي


= إبراهيم النخعي. أما رواية سعيد بن حبير عن ابن مسعود فهي أيضًا منقطعة. وقد قيل: عنه عن حُذيفة.
(٨٥) قال البيهقي: قال الشافعي: (عَن أبي البَخترِي؛ أن بني عَم لِعُثْمَانَ ثني عَفان أتَوْا وَادِيًا فَصَنَعوا شيئًا في إِبِلِ رَجُل قَطَعُوا بهِ لَبَنَ إِبِلِهِ؛ وَقَتَلُوا فِصَالَهَا، فَأتِيَ عُثمَانُ بن عَفانَ وَعِنْدَهُ ابن مسَعُودٍ؛ فَرَضِيَ بِحُكْمِ ابن مَسعود، فَحَكَمَ أَنْ يُعْطَى بوَادِيهِ إِبلًا مِثلَ إِبِلِهِ وَفِصَالا مِثلَ فِصَالِهِ، فَأنفَذَ ذَلكَ عُثْمَانُ. فَيُرْوَى عَنِ ابن مَسْعُودِ أَنهُ قَضَى في حَيوَان بِحَيْوَان مِثلَهُ دَينًا, لأنهُ إِذَا قَضَى بِهِ بالمَدِينَةِ وَأعطَاهُ بِوَادِيه كَانَ دَينًا، وَتَزِيدُ أن تَرْوِىَ عَنْ عُثْمَانَ أنْهُ يَقُولُ بِقَوْله، وَأنتمْ تَروُونَ عَنِ المَسعُودِي عَنِ القَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أسلِمَ لِعَبد اللهِ بْنِ مَسْعودٍ في وُصَفَاءَ أحَدُهُمْ أبو زِيَادَةَ أوْ أبو زَائِدَةَ مَولاَنَا، وَتَرْوُون عَنِ ابن عباسٍ أنهُ أجَازَ السلَمَ في الحَيوَانَ). رواه البيهقي في السنن الكبرى: الأثر (١١٢٨١). وهذه الرواية تتعارض ورواية كراهته السلم في الحيوان؛ وتلك منقطعة كما تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>