للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الخلال: كتب إليّ يوسف بن عبد اللَّه الإسكافي يذكر أن الحسن ابن علي بن الحسين الإسكافي حدثهم أنه سأل أبا عبد اللَّه عن حديث: "من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن" (١)؛ قال أبو عبد اللَّه: من سرته سيئته فأي شيء هو؟ سلهم!

قال الخلال: أخبرني محمد بن موسى ومحمد بن علي: أن حمدان بن علي الوراق حدثهم قال: سألت أحمد وذكر عنده المرجئة فقلت له: إنهم يقولون: إذا عرف الرجل ربه بقلبه فهو مؤمن. فقال: المرجئة لا تقول هذا، بل الجهمية تقول بهذا، المرجئة تقول: حتى يتكلم بلسانه وتعمل جوارحه، والجهمية تقول: إذا عرف ربه بقلبه وإن لم تعمل جوارحه، وهذا كفر؟ إبليس قد عرف ربه، فقال: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الحجر: ٣٩]، قلت: فالمرجئة لما كانوا يجتهدون وهذا قولهم؟ قال: البلاء.

وقال: أخبرني محمد بن جعفر؛ أن أبا الحارث قال: قال أبو عبد اللَّه: كان شبابة يدعو إلى الإرجاء وكتبنا عنه قبل أن نعلم أنه كان يقول هذِه المقالة، كان يقول: الإيمان قول وعمل، فإذا قال فقد عمل بلسانه. قول رديء.

وقال: قال أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد اللَّه، وقيل له: شبابة،


(١) رواه الإمام أحمد ١/ ١٨، والترمذي (٢١٦٥) وقال: حديث غريب صحيح من هذا الوجه اهـ، والنسائي في "الكبرى" ٥/ ٣٨٧ - ٣٨٩ (٩٢٩١ - ٩٢٢٦)، وصححه ابن حبان ١٦/ ٢٤٠ (٧٢٥٤)، والحاكم من حديث عمر بن الخطاب، والألباني في "الصحيحة" ٣/ ١٠٩ - ١١٠ (١١١٦)، وفي "إرواء الغليل" ٦/ ٢١٥ (١٨١٣).
والحديث روي عن غير واحد من الصحابة غير عمر منهم: أبو موسى، وأبو إمامة، وعلي ابن أبي طالب. انظر "مجمع الزوائد" ١/ ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>