أي شيء يقول فيه؟ فقال: شبابة كان يدعو إلى الإرجاء.
قال: وقد حُكِيَ عن شبابة قول أخبث من هذِه الأقاويل، [ما سمعت عن أحدٍ بمثله](١).
قال: قال شبابة: إذا قال فقد عمل. قال: الإيمان قول وعمل كما يقولون، فإذا قال فقد عمل بجارحته -أي: بلسانه، فقد عمل بلسانه حين تكلم.
ثم قال أبو عبد اللَّه: هذا قول خبيث، ما سمعت أحدًا يقول به ولا بلغني.
"السنة" للخلال ١/ ٤٤٩ - ٤٥١ (٩٧٧ - ٩٨٢)
وقال: أخبرنا أبو بكر المروذي قال: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: قال سفيان بن عيينة: قال لي الثوري: كلم مسعرًا.
قال أبو عبد اللَّه: كان مسعر يشك في كل شيء إلا في الإيمان، قال: لا أشك في إيماني، قال: كان سفيان يريد منه أن يستثني.
وقال: أخبرني محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم، أن أباه حدثه، قال: حدثني أحمد بن القاسم. وأخبرني زكريا بن الفرج، عن أحمد بن القاسم؛ أنهم ذكروا لأبي عبد اللَّه من كان يقول: إنما هو قول، ولا يستثني، فذكروا مسعرًا، فقيل له: يا أبا عبد اللَّه، كان يقول بالإرجاء؟
قال: إنما يريدون أنه قال: أشك في كل شيء إلا في إيماني، قال: سمعت أبا نعيم يقول سمعته من مسعر، وليس يروون عن مسعر غير هذا.
(١) في المطبوع من "السنة" للخلال: (ما سمعت أحدًا عن مثله)، والمثبت من "مجموع الفتاوى" لابن تيمية ٧/ ٢٥٥.