قال أبو شعيب الحراني: كنا مع أبي عبيد القاسم بن سلام بباب المعتصم وأحمد بن حنبل يضرب، قال: فجعل أبو عبيد يقول: أيضرب سيدنا؟ لا صبر، أيضرب سيدنا؟ لا صبر.
قال أبو شعيب فقلت:
ضربوا ابن حنبل بالسياط بظلمهم ... بغيا فثبت بالثبات الأنور
قال الموفق حين مدد بينهم ... مد الأديم مع الصعيد القرقر
إني أموت ولا أبوء بفجرة ... يصلى بوائقها محل المفتري
"مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي ص ٤١٦
قال ميمون بن الأصبغ: كنت ببغداد فسمعت ضجة، فقلت: ما هذا؟ قال: أحمد بن حنبل يمتحن في القرآن.
قال: فأتيت منزلي فأخذت مالا له خطر، فذهبت به إلى من يدخلني إلى المجلس الذي يمتحن فيه أحمد، قال: فأدخلوني، فإذا بالسيوف قد نضيت، والقواد بالأعمدة قد ترجلت، وبالأسواط قد طرحت، قال: فألبسوني أقبية سودًا ومنطقة وسيفًا حتى أوقفوني عند المجلس من حيث أسمع الكلام، فإذا أنا بأمير المؤمنين عليه رداء عدني، حتى جلس على الكرسي، فقال: أين هذا الذي يزعم أن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ينطق بجارحتين؟ .
قال: فأتي بأحمد بن حنبل وعليه قميص أبيض، وكساء أخضر، ونعله