القرآن تتم، وبغير القرآن لا تتم، والتهليل والتسبيح من القرآن وبه تتم الصلاة.
ثم قال أبو عبد اللَّه: لا أحب الخوض في هذا ولا الكلام فيه.
قال الخلال: أخبرني محمد بن أحمد بن جامع الرازي قال: سمعت محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل قلت له: أحب أن تتحمل لي استفتاء عما أريد في اللفظية.
قال: هم شر من هؤلاء من الواقفة يلبسون على الناس، وقال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: {حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: ٦]
وقال: {يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ} [البقرة: ٧٥] ممن كانوا يسمعون.
قال أحمد: القرآن حيث تصرف كلام اللَّه، واللفظية جهمية.
قلنا: هل علمت أن أحدًا من الجهمية كان يقوله؟
قال: بلغني أن المريسي كان يقوله.
قال الخلال: أخبرني معاذ بن المثني العنبري أن هارون بن عبد اللَّه البزار حدثهم قال: قلت لأبي عبد اللَّه: إنه قد ظهر قوم يتكلمون بكلام تشمئز منه القلوب، وأن قوما يسألوننا فنخبرهم، وأحب أن أزداد برأيك بصيرة، قوم يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوق.
فقال قولًا بغضب: هذا كلام سوء خبيث.
فقلت: أليس نقول: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق على كل حال وعلى كل جهة؟ قال: نعم.
قال الخلال: أخبرني الحسين بن إسحاق التستري؛ أن أبا عبد اللَّه سُئل عن هؤلاء اللفظية؛ فقال: هم الجهمية.
"السنة" للخلال ٢/ ٣٢٧ - ٣٢٨ (٢١٢٣ - ٢١٢٦)
قال الخلال: أخبرنا إسماعيل بن إسحاق الثقفي وأحمد بن الحسين،